اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 456
وكان تأثير اليهود على الطورانية أمر واضح وفي هذا الصدد يقول نيازي بركس في كتابه (المعاصرة في تركيا): (أن لليهود الأوروبيين واليهود المحليين) في الدولة العثمانية في القرنيين التاسع عشر والعشرين دوراً ضخماً في إرساء تيار القومية الطورانية فالعلماء اليهود في الغرب مثل لومالي دافيد وليون كاهون وارمينيوس فاميري تصدوا للكتابة عن أصول الفكرة القومية الطورانية كما أن اليهود المحليين في الدولة العثمانية، مثل كراسوا (قراصو) وموئيز كوهين وابارهام غالانتي، كان لهم ضلع في جمعية الاتحاد والترقي وبمجرد أن نجحت هذه الجمعية في الإطاحة بحكم عبد الحميد ومن ثم الاستيلاء على السلطة تقدم الصهاينة الى الاتحاديين برغبتهم في أن تعترف الجمعية بفلسطين وطناً قومياً لليهود ... ) [1].
وقد ذكر نيازي بركس في كتابه السابق اسم اليهودي موئيز كوهين الذي وصفه رينيه بيلو قائلاً:
1 - إن كوهين هو من مؤسي الفكر القومي الطوراني في الدولة العثمانية.
2 - إن كتاب مؤئيز كوهين هو الكتاب المقدس للسياسة الطورانية [2].
كان اليهودي موئيز كوهين نشطاً جداً في التعريف بحركة الاتحاد والترقي في الصحف الأوروبية، فقد كان يعرف بجانب العبرية والتركية، عدة لغات أوروبية، وبدأ هذا بمقال باللغة الفرنسية يحمل عنوان (الأتراك يبحثون عن روح قومي) [3].
لقد أسهم موئيز كوهين في التخطيط للسياسة العنصرية الطورانية التي سارت عليها جميعة الاتحاد والترقي وهي السياسة التي شقت شعوب الدولة العثمانية وأوجدت بينها العداوة والبغضاء.
وكان هذا اليهودي لايكل ولايمل في نشر الفكر القومي التركي لتفتيت الدولة العثمانية. وكتب ثلاثة كتب اعتمدت عند جمعية الاتحاد والترقي وهي: (ماذا يمكن أن يكسب الأتراك من هذه الحرب) و (الطوران) و (سياسة التتريك). كما أسهم هذا الكاتب اليهودي في الكتابة للفكر الكمالي بكتابة (الكمالية) وكتابة (الروح التركية) الذي أرخ فيه التطور العنصر التركي [4]. [1] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص119. [2] المصدر السابق نفسه، ص119. [3] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص120. [4] المصدر السابق نفسه، ص122.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 456