responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 454
السياسية، تتخذا من الدول الغربية نموذجاً لها، مثل إنكلترا وفرنسا ألمانيا، والمناداة بالدستور والحرية والديمقراطية [1].
ومن المدرسة العسكرية الطبية، سرت أفكار جمعية (الاتحاد العثماني) الى مختلف المدارس العليا الأخرى. وكانت خلايا جمعية الاتحاد هذه سرية على نظام جميعة (الكاربونارى) الإيطالية.
ولم تكن الجمعية متعجلة، لا في الدعاية لأفكارها، ولا في الحركة ضد السلطان. حتى إن أحمد رضا بك قد وصل الى منصب مدير ادارة المعارف في منطقة بوصة، وسافر عام 1889م الى باريس بحجة حضور معرض باريس الدولي، ووصل الى هناك، وأعلن أنه لن يرجع الى بلاده. ومكث في فرنسا حوالي ست سنوات، لم تصدر عنه حركة معارضة جديرة بالتسجيل، الى حين أصدر جريدته (مشورات) عام 1895م.
ويذكر مؤسس جمعية الاتحاد -وهو إبراهم تيمو- أنه كان بمضي أوقاته في الخارج -حتى عام 1895م- بمحاولة كسب أعضاء جدد لمنظمتهم، لتربيتهم تربية ثورية، ويعقد الاجتماعات السرية، وقراءة الأعمال الأدبية التي ألفها أعضاء جمعية العثمانيين الجدد، مثل نامق كمال وضياء باشا وقراءة منشورات على شفقتي بك -عضو كلانتي الماسونية- وكان فاراً في أوروبا [2].
ونتيجة للمراسلات السرية بين أعضاء جمية الاتحاد العثماني السرية في الداخل وفي الخارج تم الاتفاق على وحدة العمل العسكري والمدني ضد السلطان، وعلى اعتماد اسم (جمعية الاتحاد والترقي) للجناحين المعارضين، العسكري والمدني، اللذين يعملان في إطار الجمعية.
كان اسم الجمعية في الأوساط العسكرية هو (الاتحاد العثماني). وكان أحمد رضا بك -ممثل الجناح المدني- متأثراً بأفكار الفيلسوف (أوغست كانت) وكان دستور هذا الفيلسوف هو: (الانتظام والترقي). فأخذ أحمد رضا كلمة (الترقي) استلهاماً من دستور "كانت" واحتفظ العسكريون بسمى (الاتحاد)، واتفق الجميع أن تكون جمعيتهم باسم (الاتحاد والترقي) [3].

[1] انظر: السلطان عبد الحميد الثاني، ص279.
[2] انظر: مذكرات إبراهيم تيمو، ص9.
[3] انظر: السلطان عبد الحميد الثاني، ص280،281.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 454
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست