اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 319
ولم يكتف الروس الصليبيون بذلك، بل واصلوا تآمرهم، وفاجئوا الدولة العثمانية بدخول قواتهم بلاد القرم وهي جزء من ولايات الدولة العثمانية بسبعين ألف جندي غير مبالين بمعاهدة (كينارجه) [1].
وانبهرت ملكتهم كاترينا بهذا النصر وطافت ربوع القرم وأقيمت لها الزينات واقواس النصر التي كتب عليها (الطريق بيزنطة). وأثارت الدولة العثمانية من جديد فأرسل الباب العالي مذكرة الى السفير الروسي بالاستانة وذلك في صيف عام 1200هـ فيها عدة مطالب منها التنازل عن حماية بلاد الكرج التي تخضع للسيادة العثمانية وتسليم حاكم الفلاح العاصي للدولة ورفضت روسيا المذكرة فأعلن الباب العالي الحرب وسجن السفير الروسي [2]. تحالف النمسا مع روسيا:
وكتبت كاترينا الى القائد العسكري بوتمكين بعدم انتظار العثمانيين والتقدم بإتجاه مدينتي بندر وأوزي وتمكن نتيجة لذلك من دخول (أوزي) وعندها أعلنت النمسا الحرب على الدولة العثمانية وحاول يوسف الثاني الامبراطور النمساوي احتلال بلغراد ولكنه عاد يجر أذيال الخيبة منسحباً الى مدينة تمسوار والجيش العثماني يتعقبه حتى هزمه شر هزيمة.
وفاة السلطان عبد الحميد الأول وأثرها على الأحداث:
في هذه الآونة توفى السلطان عبد الحميد الأول ووهنت عزيمة الجند ودخل اليأس قلوبهم واستغل الأعداء ماحدث وتظافرت جهودهم لإضعاف العثمانيين وتمكنوا من النصر في 31 تموز وفي 22 أيلول عام 1789م واستولى الروس على مدينة بندر الحصينة واحتلوا معظم الفلاخ والبغدان وبسارابيا ودخل النمساويون بلغراد وبلاد الصرب التي ردت بعد ذلك بمقتضى معاهدة زشتوي [3]. [1] انظر: الدولة العثمانية، د. جمال، ص82. [2] انظر: العثمانيون والروس، ص86. [3] انظر: العثمانيون والروس، ص87.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 319