اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 261
حقده على الاسلام وأهله عموماً، وعلى المغرب خصوصاً، لقد جمع ذلك الملك بين الحقد الصليبي والعقلية الاستعمارية التي ترى أن يدها مطلقة، في كل أرض مسلمة تعجز عن حماية نفسها من أي خطر خارجي من جهة اخرى، ومن جهة اخرى خطط لغزو واحتلال المغرب [1]. ثالثاً: حشود النصارى:
استطاع سبستيان أن يحشد من النصارى عشرات الألوف من الاسبان والبرتغاليين والطليان والألمان وجهز هذه الألوف بكافة الأسلحة الممكنة في زمنه، وجهز ألف مركب لتحمل هؤلاء الجنود نحو المغرب [2].
ووصلت قوات النصارى الى طنجة واصيلا في عام 1578م.
رابعاً: الجيش المغربي:
كانت الصيحة من جنبات المغرب الأقصى: "أن أقصدوا وادي المخازن للجهاد في سبيل الله".
والتقت جموع المغاربة حول قيادة عبد الملك المعتصم بالله، وحاول المتوكل المخلوع أن يخترق ذلك التلاحم فكتب الى أهل المغرب مااستنصرت النصارى حتى عدمت النصرة من المسلمين وقد قال العلماء: إنه يجوز للانسان أن يستعين على من غصبه حق بكل ماأمكنه وتهددهم [3] قائلاً: {فإن لم تفعلوا، فأذنوا بحرب من الله ورسوله} (سورة البقرة، آية ... ).
فأجابه علماء المغرب عن رسالته برسالة دحضت أباطيله، وفضحت زوره وبهتانه وكذبه، ومما جاء فيه: (الحمدلله كما يجب لجلاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير أنبيائه ورسله، والرضى به، حتى أسس الله دين الاسلام بشروط صحته وكماله وبعد:
فهذا جواب من كافة الشرفاء والعلماء والصلحاء والأجناد من أهل المغرب.
لو رجعت على نفسك اللوم والعتاب، لعلمت أنك المحجوب والمصاب .. وأما قولك في النصارى فإنك رجعت الى أهل العدوة واستعظمت أن تسميهم بالنصارى، فيه المقت الذي لايخفى، وقولك رجع إليهم حين عدمت النصرة من المسلمين ففيه محظورات يحضر عندهم غضب [1] انظر: وادي المخازن، ص45،46. [2] المصدر السابق نفسه، ص49. [3] انظر: وادي المخازن، ص51.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 261