responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 262
الرب جل جلاله، أحدهما: كونك اعتقدت أن المسلمين كلهم على ضلال، وأن الحق لم يبق من يقوم به إلا النصارى والعياذ بالله.
والثاني: إنك استعنت بالكفار على المسلمين: قال عليه الصلاة والسلام. إني لا استعين بمشرك .. الاستعانة بهم -بالمشركين- على المسلمين فلا يخطر إلا على بال من قلبه وراء لسانه، وقد قيل قديماً: لسان العاقل من وراء قلبه .. وقولك: فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، إيه أنت مع الله ورسوله ولما سمعت جنود الله وأنصاره وحماة دينه من العرب والعجم قولك هذا، حملتهم الغيرة الاسلامية والحمية الايمانية، وتجدد لهم نور الايمان وأشرق عليهم شعاع الايقان؛ فمن قائل يقول لا دين إلا دين محمد صلى الله عليه وسلم، ومن قائل يقول: سترون ما أصنع عند اللقاء، ومن قائل يقول: {وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين .. } (سورة العنكبوت: آية 110) وقد افتخرت في كتابك بجموع الروم وقيامهم معك، وعولت على بلوغ المُلك بحشودهم، وأني لك هذا [1] مع قول الله تعالى: {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} ولما عاين أهل القصر الكبير النصارى واستبطؤوا وصول السلطان عبد الملك أرادوا الفرار والتحصن في الجبال، فقام الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي بتثبيت الناس.
وكتب عبد الملك بالله المعتصم بالله من مراكش الى سبستيان: (إن سطوتك قد ظهرت في خروجك من أرضك، وجوازك العدوة، فإن ثبت الى أن تقدم عليك، فأنت نصراني حقيقي شجاع، وإلا فأنت كلب بن كلب) [2]. فليس من الشجاعة ولا من روح الفروسية أن ينقض على سكان القرى والمدن العزل، ولا ينتظر مقابلة المحاربين وكان لذلك الخطاب أثر في غضب سبستيان وقرر أخيراً التريث رغم مخالفة أركان جيشه الذين أشاروا عليه بالتقدم لاحتلال تطوان والعرايش والقصر [3].
وتحركت قواد عبد الملك المعتصم بالله، وسار أخوه أحمد المنصور بأهل فاس وماحولها وكان اللقاء قرب محلة القصر الكبير.

[1] انظر: وادي المخازن، ص53.
[2] المصدر السابق نفسه، ص53.
[3] انظر: وادي المخازن، ص 54.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست