اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 234
وقد توافرت العوامل الثلاثة للنصر: شعب مجاهد في سبيل الله، وتطبيق رائع للعقيدة القتالية الاسلامية وقيادة على درجة عالية من الكفاءة.
بذلك انتصر (شعب الجزائر) وبذلك انتصر خيرالدين، فكتب شعب الجزائر مع خير الدين تحت سيادة الدولة العثمانية قصته الرائعة في الجهاد والمجاهدين.
ولم يكن (خير الدين) قادراً على تحقيق مايريده لولا ما قام به شعب الجزائر المجاهد، وما كان شعب الجزائر ليصل الى هدفه لولا توافر قيادة حازمة مارس (خير الدين) دوره في تكوينها ووضعها لتصبح على مستوى الأحداث.
لقد مضى خيرالدين الى جوار ربه راضياً مرضياً، وبقي وبقيت الأمة الأسلامية تردد على مدى الدهر تلك المواقف البطولية التي صنعتها العقيدة ومبادئ الجهاد وقيمه في سبيل الله [1].
ثانياً: عزل حسن بن خير الدين عن الجزائر:
كان حسن بن خير الدين بربروساً بعد أن هزم السعديين في تلمسان ووطد دعائم الحكم العثماني فيها 959هـ/1151م، انتهج سياسة مضادة لكل الدول الأجنبية، بما فيها فرنسا التي كانت ترتبط بالدولة العثمانية بروابط رسمية جيدة، ساعدت الفرنسيين على الإفادة من الامتيازات الاقتصادية التي منحت لها مع استانبول والتي شملت جميع أقاليم الدولة العثمانية، غير أن حسن ابن خير الدين لم يلتزم بذلك، وأعلن عداءه لفرنسا في مناسبات عديدة فما كان من فرنسا إلا أن أرسلت سفيرها المعتمد في استانبول الى الجزائر يهدف معرفة المدى الذي سيصل إليه حسن بن خير الدين في عدائه لفرنسا، وفيما إذا كان هذا العداء سيؤثر على العلاقة الاقتصادية مابين فرنسا وبيلربكة الجزائر.
اجتمع سفير فرنسا بالبيلربك حسن بن خير الدين، وعرض عليه تقديم مساعدات عسكرية، لتنفيذ مشروع الدولة العثمانية في مهاجمة اسبانيا، ونجدة مسلمي الأندلس، لكن حسن رفض هذا العرض، لمعرفته بمواقف فرنسا السابقة من الدولة العثمانية نفسها، وأعلن صراحة أن قضية الجهاد هي قضية خاصة بالمسلمين، وبين بأنه لاينتصر بكافر على كافر ورجع السفير الفرنسي الى استانبول، حتى أوغر صدر الباب العالي بقوله: (ان السلطة الواسعة المطلقة التي يمارسها حسن بن خير الدين ومحاولته توسيع مملكته ستحطم [1] انظر: خير الدين بربروسة للعسلي، ص176.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 234