responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 232
حملوها معهم من اسبانيا، كما باعوا فيها رقيق الاسبان من الرجال والنساء. فتداولتهم أيدي القوم، واشتراهم الفرنسيون بضاعة رابحة، ثم اخذوا يبيعونهم بأرباح طائلة الى يهود (ليفورنو) الإيطالية، وكان هؤلاء بدورهم يعيدون بيع الأسرى الارقاء الى الامبراطور (شارلكان) بأرباح خيالية. وأنضم الاسطول الفرنسي الى الاسطول العثماني بأمر من ملك فرنسا. ووضع قائد الاسطول الفرنسي (الأمير فرانسوا دبو بوربون) قواته تحت قيادة (خيرالدين) باعتباره القائد العام للقوات المتحالفة (العثمانية-الفرنسية) وكان أول عمل قام به (خير الدين) هو قيادة القوات لمهاجمة (نيس) وطرد حاكمها (دوق سافوا) وانتزاعها من الحكم الاسباني وإعادتها لملك فرنسا. ثم استقر خير الدين باسطوله في مدينة (طولون) وجعلها قاعدة للجيش الاسلامي والاسطول الاسلامي، بعد أن غادرها معظم سكانها بأمر ملك فرنسا وتركوها في ايدي المسلمين. ثارت ثائرة المسيحية جمعاء ضد هذا التصرف الأفرنسي، وأخذت الدعاية المضادة للمسلمين تجتاح أرجاء أوروبا، يحملها الاسبان وغلاة الصليبية، ويستثمرونها الى أقصى الحدود. ومن ذلك قولهم: (ان خير الدين قد اقتلع أجراس الكنائس، فلم تعد تسمع في طولون إلا أذان المؤذنيين) وبقي خير الدين والجند الاسلامي بمدينة طولون حتى سنة 1544م.
وكان (شارلكان) أثناء ذلك قد هاجم شمال شرقي فرنسا وانهزم تحت جدران (شاتوتييري) [1] ثم اضطر للذهاب الى ألمانيا، حيث كانت حركة التمرد البروتستانتي ضد الكاثوليكية بصفة عامة، وضده بصورة خاصة، قد أخذت أبعاداً خطيرة. وأرغمه ذلك بعد أن هوى نجمه وذبل عوده بنتيجة نكبته أمام الجزائر -الى عقد معاهدة مع ملك فرنسا يوم 18 أيلول (سبتمبر) 1544م في مدينة (كريسبي دي فالوا). ونتج عن هذه المعاهدة جلاء (خير الدين) وقواته عن مدينة (طولون) ورجع الى العاصمة (استانبول). وبما أن الحرب لم تتوقف بين اسبانيا والمسلمين، فقد استمر (خير الدين) في ممارسة الأعمال القتالية أثناء طريق عودته، فتوقف أمام مدينة جنوة، وارتاع مجلس شيوخها فأرسل له مجموعة من الهدايا الثمينة مقابل عدم التعرض للمدينة بأذى، فتابع (خير الدين) طريقه حتى وصل جزيرة (البا) التي كانت تحت حكم اسبانيا -والتي أصبحت منفى نابليون بونابرت فيما بعد- فاحتلها، وغنم مابها، كما احتل عدداً من المدن الساحلية، من بينها مدينة (لبياري) ورجع الى العاصمة بسفنه مثقلة بالغنائم فاستقبل كأحسن ماتستقبل به الأم أبناءها البررة.

[1] انظر: خير الدين بربروس للعسلي، ص166.
اسم الکتاب : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست