اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 51
المبحث الخامس
عقيدة أهل السنة والجماعة في المهدي
بينت الأحاديث الصحيحة أن الله تعالى يخرج في آخر الزمان رجلاً من أهل البيت يؤيد الله به الدين, يملك سبع سنين يملأ الأرض عدلاً وسلامًا, كما ملئت جورًا وظلمًا, تنعم الأمة في عهده نعمًا لم تنعمها قط, وتخرج الأرض نباتها, وتمطر السماء قطرها, ويعطى المال بغير عدد.
قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-: «في زمانه تكون الثمار كثيرة, والزروع غزيرة, والمال وافر, والسلطان قاهر, والدين قائم, والعدو راغم, والخير في أيامه دائم» [1].
اسمه وصفته:
وهذا الرجل اسمه كاسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , واسم أبيه كاسم أبي النبي - صلى الله عليه وسلم - , فيكون اسمه محمد أو أحمد بن عبد الله, وهو من ذرية فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما.
قال ابن كثير -رحمه الله- في المهدي: «وهو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني - رضي الله عنه -» [2]. وصفته الواردة: «أنه أجلى الجبهة, أقنى الأنف» [3].
مكان خروجه:
يكون ظهور المهدي من قبل المشرق, فقد جاء في الحديث عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقتل عند كنزكم ثلاثة: كلهم ابن خليفة, ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق, فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ... » ثم ذكر شيئًا لا أحفظه .. فقال: «فإذا رأيتموه, فبايعوه, ولو حبوًا على الثلج, فإنه خليفة الله المهدي» (4). [1] * جل مبحث المهدي المنتظر اختصرته من كتاب أشراط الساعة, وهو رسالة ماجستير ليوسف الوابل.
() النهاية, الفتن والملاحم, (ج1/ 31) , تحقيق د. طه زيني. ... (2) النهاية: الفتن والملاحم (ج1/ 29). [2] الأجلى: الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين, والذي انحسر الشعر عن جبهته. [3] أخرجه ابن ماجه, كتاب الفتن, باب خروج المهدي (ج2/ 1367) , ومستدرك الحاكم (4/ 464) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
(4)
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 51