responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 49
المغرب وفي كل مكان, وفي مقدمة الذين أنكروا عليهم هذا النسب الأشراف العلويون, وإنما هم منسوبون إلى سعيد بن أحمد القداح الذين ادعوا أنه ابن إسماعيل بن جعفر الصادق من طريق النكاح الروحي الذي ذكرناه آنفًا.
وبعد أن تخلص عبيد الله المهدي من خصومه أراد أن ينشر مذهبه في القيروان, ومن ثم الشمال الإفريقي, ولكن طلائع علماء أهل السنة والجماعة نابذوه العداء, وأقنعوا الناس بأن دولة العبيديين كفرية بعيدة عن الشريعة الإسلامية, وحدث بين العبيديين وأهل السنة حروب طاحنة فانتقل عبيد الله المهدي إلى المهدية بعد أن بذل في بنائها وتحصينها أموالاً طائلة, إلا أن شعور الاستقرار والاطمئنان جانب العبيديين في الشمال الإفريقي لضراوة المقاومة التي قادها علماء أهل السنة ضدهم, فأخضع المدن بقوة السلاح, وفكر في الانتقال إلى مصر, وأرسل عدة حملات إليها إلا أنها فشلت أمام جيوش العباسيين التي قادها «مؤنس الخادم».
وكانت أشد هذه الحملات خطرًا على مصر الحملة التي كانت في عام 321هـ, واستطاع العباسيون صد هذه الحملة بفضل جهود «محمد الإخشيدي» [1].
واستمر عبيد الله في حكمه إلى أن هلك في عام 322هـ وله اثنتان وستون سنة, وكانت دولته خمسًا وعشرين سنة وأشهر [2].
وبهذا نلحظ أن قبائل المصاميد وكتامة التفت حول الدعوة العبيدية لظنهم أنه هو المهدي المنتظر, ونجد في التاريخ الإسلامي كثيرًا من الثورات والدول التي قامت واعتمدت على هذا المعتقد. فرأيت من المناسب والمهم في بناء السياج العقائدي الصحيح على أصول أهل السنة والجماعة في هذه المسألة أن أبين معتقد أهل السنة في قضية المهدي المنتظر, حتى يسهل على الناس كشف الدجالين الأفاكين, وسأجعل معتقد أهل السنة في المهدي عقب انتهاء ترجمة العبيدي.

[1] موسوعة تاريخ المغرب (ج2/ 76).
[2] انظر: سير أعلام النبلاء (ج15/ 151).
اسم الکتاب : الدولة الفاطمية المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست