responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 413
صِفَتك وخوفهم مِنْك والآن فقد عذرناهم
ثمَّ رَجَعَ عَنهُ وَسَار شيركوه إِلَى الشَّام وَعَاد سالما
وَقَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب وصل شاور إِلَى نور الدّين ملتجئا فألفاه على عدوه معديا مشكيا وسير مَعَه أَسد الدّين على قَرَار عينه وَأمر بَينه وبغية يُدْرِكهَا وخطة يملكهَا ومحجة وَاضِحَة فِي الْملك يسلكها
فَمضى مَعَه وَنَصره وأصفى لَهُ مشرعة واسترد لَهُ مَوْضِعه وأظهره بعلوه وأظفره بعدوه فَلَمَّا باد خَصمه بدا وصمه وغدر بعهده وأخلف فِي وعده
وَكَانَ قد راسل الفرنج وهداهم فِي حَرْب الْإِسْلَام فوصلوا فتحصن شيركوه وَمن مَعَه بِمَدِينَة بلبيس فحاصره شاور بِجُنُود مصر والفرنج ثَلَاثَة أشهر من مستهل رَمَضَان إِلَى ذِي الْحجَّة فبذلوا لَهُ قطيعة فَانْصَرف عَنْهُم وَعَاد إِلَى الشَّام وَفِي قلبه من شَرّ شاور الإحن وَكَيف تمت بغدره تِلْكَ المحن
قلت وَقد أَشَارَ إِلَى ذَلِك عُمارة فِي قَوْله فِي مدح شاور وَذكر الإفرنج فَقَالَ
(وأنقذت من مصر عدواًّ بِمثلِهِ ... فَللَّه من ظفر فللت وناب)
(صدمت جموع الْكفْر وَالشَّام صدمة ... أَقمت بهَا للْقَوْم سوق ضراب)
(وَقد جرّدت أجناد مصر عزائماً ... مضاربها فِي الصخر غير نوابي)
(تولّوا عَن الإفرنج فادح ثقلهَا ... ودارت رحاها مِنْهُم بهضاب)
(أَقَامَت دروع الْجند تسعين لَيْلَة ... ثيابًا لَهُم مَا بدلت بِثِيَاب)
(وهم بَين مطروح هُنَاكَ وطارح ... وَبَين مُصِيب خَصمه ومصاب)
وَقَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد سَار أَسد الدّين إِلَى مصر واستصحب مَعَه

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست