اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة الجزء : 1 صفحة : 384
موكب نور الدّين وَفِيه وُجُوه الدولة وكبراء الْمَدِينَة وَأنزل فِي دَار ابْن الصُّوفِي وَأكْرم غَايَة الْإِكْرَام وأعيد إِلَى صَاحبه شاكرا عَن نور الدّين وسير مَعَه الْأَمِير أَسد الدّين شيركوه رَسُولا إِلَى قطب الدّين بالشكر لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ وأنفذت مَعَه هَدَايَا سنية فَسَار وَعَاد إِلَى حلب مكرما فَوجدَ نور الدّين عَازِمًا على الْخُرُوج إِلَى دمشق لما بلغه من إِفْسَاد الفرنج فِي بلد حوران فَسَار فِي صحابته وَوصل نور الدّين إِلَى دمشق فَأمر النَّاس بالتجهز لقِتَال الفرنج ثمَّ أنهض أَسد الدّين فِي قِطْعَة من الْعَسْكَر للإغارة على بلد صيدا فَسَار وَسَار مَعَه أَخُوهُ نجم الدّين أَيُّوب وَأَوْلَاده وَلم يشْعر الفرنج إِلَّا وَهُوَ قد عاث فِي بلد صيدا وَقتل وَأسر عَالما عَظِيما وغنم غنيمَة جليلة وَعَاد فَاجْتمع بِنور الدّين على جسر الْخشب
قلت وَهَذَا هُوَ مَا تقدم ذكره بعد المرضة الأولى وَكَأن ابْن أَبى طي جعل المرضتين وَاحِدَة بحلب وَأَبُو يعلى ذكر أَن الأولى بحلب وَالثَّانيَِة بِدِمَشْق وَهُوَ الْأَصَح وَالله أعلم
فصل
قَالَ أَبُو يعلى كَانَ قد وصل من ملك الرّوم رَسُول من مُعَسْكَره وَمَعَهُ هَدِيَّة أتحف بهَا الْملك الْعَادِل من أَثوَاب ديباج وَغير ذَلِك وَجَمِيل خطاب وفعال وقوبل بِمثل ذَلِك
وَحكى عَن ملك الفرنج خذله الله إِن الْمُصَالحَة بَينه وَبَين ملك الرّوم تقررت والمهادنة انْعَقَدت وَالله يرد باس كل
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة الجزء : 1 صفحة : 384