responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 291
وَالْفساد مَا اقْتَضَت الْحَال استدعاءه إِلَى القلعة على حِين غَفلَة عَن الْقَضَاء النَّازِل بِهِ لسوء أَفعاله وقبح ظلمه وخبثه
ثمَّ عدل بِهِ الجانْدَارِية إِلَى الْحمام بالقلعة مستهل ذِي الْقعدَة وَضربت عُنُقه صبرا وَأخرج رَأسه وَنصب على حافة الخَنْدَق ثمَّ طيف بِهِ وَالنَّاس يلعنونه ويصفون أَنْوَاع ظلمه وتفننه فِي الْفساد ومقاسمه اللُّصُوص وقطاع الطَّرِيق على أَمْوَال النَّاس المستباحة بتقديره وتدبيره وحمايته وَكثر السرُور بمصرعه وابتهج بِهِ
ثمَّ زحفت الْعَامَّة والغوغاء وَمن كَانَ من أعوانه على الْفساد من أهل العيث إِلَى مَنَازِله وخزائنه ومخازن غلاته وأثاثه وذخائره فانتبهوا مِنْهَا مَا لَا يُحْصى وغلبوا أعوان السُّلْطَان وجنده عَلَيْهَا بِالْكَثْرَةِ فَلم يحصل للسُّلْطَان من ذَلِك إِلَّا النزر الْيَسِير
ورد أَمر الرياسة وَالنَّظَر فِي الْبَلَد إِلَى الرئيس رضىّ الدّين أَبى غَالب عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن أَسد بن عَليّ التَّمِيمِي فِي الْيَوْم الْمُقدم ذكره فَطَافَ فِي الْبَلَد مَعَ أَقَاربه وَأَهله وسكنت الدّهماء وبولغ فِي إخْراب منَازِل الظَّالِم وَنقل أخشابها
قَالَ وَكَانَ عَطاء الْخَادِم قد استبد بتدبير الْأُمُور وَمد يَده فِي الظُّلم وَأطلق لِسَانه بالهجر وافرط فِي الاحتجاب وَقصر فِي قَضَاء الأشغال فَتقدم مجير الدّين باعتقاله وتقييده والاستيلاء على مَا فِي دَاره ومطالبته بِتَسْلِيم بعلبك وَمَا فِيهَا من مَال وغلال ثمَّ ضربت عُنُقه ونهبت الْعَوام والغوغاء بيُوت أَسبَابه وَأَصْحَابه

اسم الکتاب : الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية المؤلف : المقدسي، أبو شامة    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست