responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
وفاة المصلحين الآباء دون أن يكون لأولئك الأبناء والأحفاد المؤهلات العلمية والدينية والأخلاقية، الأمر الذي أحال مدارس الإصلاح إلى إقطاعات دينية، وعصبيات مذهبية، وأدى إلى إنصراف النابهين المثقفين من صفوفوها وإجتماع العامة فيما عرف باسم ((الطرق الصوفية)) الني إشتقت اسماءها من اسماء الآباء المؤسسين، كالطريقة القادرية والطريقة البيانيه والطريقة الرفاعية التي راحت تركز على الطقوس والأشكال بدل التربية والعلوم والأعمال [1].

2 ـ الظلم: إن الظلم في الدولة كالمرض في الإنسان يعجل في موته، بعد أن يقضي المدة المقدرة له وهو مريض، وبإنتهاء هذه المدة يحين أجل موته، فكذلك الظلم في الأمة والدولة يعجل في هلاكها، مما يحدثه فيها من آثار مدمرة تؤدي إلى هلاكها، وإضمحلالها من خلال مدة معينة يعلمها الله هي الأجل المقدر له، أي الذي قدره الله بموجب سنته العامة التي وضعها لآجال الأمم بناء على ما يكون فيها من عوامل البقاء كالعدل أو من عوامل الهلاك كالظلم الذي يظهر أثرها وهو هلاكها بعد مضي مدة محددة يعلمها الله [2]، قال تعالى:" ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" (الأعراف: آية: 34). قال الألوسي رحمه الله في تفسيره هذه الآية ((ولكل أمة أجل)) أي لكل أمة من الأمم الهالكة أجل، أي وقت معين مضروب لاستئصالهم ولكن هلاك الأمم وإن كان شيئاً مؤكداً ولكن وقت حلوله مجهول لنا، أي أننا نعلم يقيناً أن الأمة الظالمة تهلك حتماً بسبب ظلمها حسب سنة الله فلا يمكن لأحد أن يحدد بالأيام ولا بالسنين وهو محدد عند الله تعالى ([3]):" ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد* وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادهم غير تتبيت* وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه اليم شديد" (هود: آية: 100 ـ 102).
إن الآية الكريمة تبين أن عذاب الله ليس مقتصراً على من تقدم من الأمم الظالمة بل أن سنته تعالى في أخذ كل الظالمين سنة واحدة فلا ينبغي أن يظن أحد أن هذا الهلاك قاصراً بأولئك الظلمة السابقين، لأن الله تعالى لما حكى أحوالهم قال:" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة" (هود: آية: 102) فبين الله تعالى أن كل من شارك أولئك المتقدمين في أفعالهم

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين صـ323.
[2] السنن الإلهية د. عبد الكريم زيدان صـ 121.
[3] المصدر نفسه صـ 121.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست