responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
الذي يصفه ابن خلكان بأنه كان صلاح الدين أطعمه وهو شاب إقطاع نابلس إكراماً لوالده سيف الدين أبو الهيجاء المشطوب الهكاري الذي كان من كبار أمراء الجيش الصلاحي وقادته، فقد اتفق عماد الدين بن المشطوب مع الأكراد الهكارية على خلع الملك الكامل وتمليك أخيه الفايز، ولكن المحاولة لم تنجح ودب الاضطراب في معسكر الجيش الذي كان في مواجهة الصليبيين وانسحب عماد الدين إلى قلعة حران حيث بقي فيها حتى وفاته عام 610هـ [1]، والخلاصة أن الجدب في الفقه السياسي والإداري أفرز ـ بعد جيل صلاح الدين ـ قيادات وإدارات متسلطة فردية عملت على أن تحكم الأمة بقيم القوة فوق الشريعة، والفردية بدل العمل الجماعي، والتسلط بدل الشورى والإرتجال بدل التخطيط [2].
ـ قامت الدولة الأيوبية على تبني فكرة الجهاد وتحرر ديار المسلمين من الغزو الصليبي، وكانت التغيير العملي على مدى إصالة فكرة الجهاد الإسلامي وعن مدى عمق هذه الفكرة في نفوس المسلمين في كل من مصر والشام وقد انعكس هذا العمق وتلك الأصالة في الصفحات المشرقة التي سجلها بجهاده صلاح الدين، إذا انتقلنا إلى الصورة التي كانت لها في سنواتها الأولى وهذا يعني أنها قد أصبحت في وادي والفكرة التي قامت عليها في وادٍ آخر، ولو قدر واستمرت الدولة الأيوبية بالصورة التي كانت عليها في سنواتها الأخيرة لكان معنى ذلك نهاية أو سقوط فكرة الجهاد الإسلامي وترك الساحة للصليبيين يرسمون مستقبلها ومقدرات شعوبها كما يريدون، وإذن فإن إختفاء الدولة الأيوبية وقيام دولة المماليك مقامها كان التعبير العملي لرفض زوال فكرة الجهاد، ونخلص من هذا إلى القول بأن إختفاء الدولة الأيوبية، وقيام دولة المماليك مقامها كان رفضاً عملياً لسقوط فكرة الجهاد، كما كان أيضاً تأكيداً عملياً لقوة هذه الفكرة وضرورة إستمرارها حتى تحقق أهدافها كاملة، وخير للأجيال أن تستمر الفكرة حتى ولو على حساب سقوط الدولة والرجال مهما كانت درجة التعاطف مع هذه الدول وهؤلاء الرجال (3)
ب ـ ومن الظواهر السلبية: التي ساهمت في توقف حركة التجديد والإصلاح، تسلل قيم العصبية الأسرية إلى مدارس الإصلاح نفسها، إذ يستفاد مما كتبه مؤرخو تلك الفترة كابن الوردي وابن المستوفي، إن الأبناء والأحفاد تسلموا مشيخات هذه المدارس بعد

[1] هكذا ظهر جيل صلاح الدين صـ322.
[2] المصدر نفسه صـ322.
(3) الجبهة الإسلامية في مواجهة المخططات صـ395.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست