responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
وتتوصى بالمماليك غاية الوصية، فهم الذين كنت أعتمد عليهم واثق بهم وهم ظهري وساعدي، تتلطف بهم وتطيب قلوبهم وتوعدهم بكل خير، ولا تخالف وصيتي ولولا المماليك ما كنت قدرت اركب فرسي ولا أروح إلى دمشق ولا إلى غيرهم فتكرمهم، وتحفظ جانبهم [1]، وجاء في الوصية: والوصية بجميع الأمراء وأكرمهم واحترمهم وأرفع منزلتهم فهم جناحك الذي تطير به وظهرك الذي تركن إليه وطيب قلوبهم وزيد في إقطاعهم وزيد كل أمير على ما معه من العدة عشرين فارساً، وأنفق الأموال وطيب قلوب الرجال يحبوك وتنال غرضك في دفع هذا العدو [2]، ومن الراجح أن هؤلاء المماليك توقعوا بعد الانتصارات التي حققوها والصعاب التي واجهوها في سبيل تخليص البلاد من ذلك الخطر الصليبي وحفظ البلاد للسلطان وحتى مجيئه وحلفهم له وتنصيبهم إياه سلطاناً على البلاد أن يقدر ذلك الجميل ويكافئهم كما تعودوا من أبيه [3]، ويبدو أن الأمر كان مغايراً تماماً لما توقعوه وبعد أن كان لهم الحل والعقد والأمر والنهي آثر مماليكه ودأب على تهديد هؤلاء ووعيدهم، فلم يستطيعوا تقبل الأمر كما هو فقتلوه [4]، وكانت أكبر أخطاء تورانشاه أنه أقام بنيابة السلطنة الأمير جمال الدين أقوش النجيبي بدلاً من الأمير حسان الدين أبي علي الذي كانت له هيبة في عهد الصالح وهو الذي كان قد أمر الخطباء بالدعوة لتورانشاه على المنابر يوم الجمعة بعد الدعاء لأبيه وهو الذي حرضّ على استدعائه في سرعة حتى لا يتغلب الأمير فخر الدين على البلاد عقب وفاة الصالح [5]، فكان من الممكن أن يسانده ويتقوى به [6].

8 ـ كيفية مقتل تورانشاه: ونتيجة لبعض التصرفات الغير مسؤولة وعدم أخذ الحيطة اللازمة من تورانشاه قرر المماليك البحرية التخلص من تورانشاه وتزعم المؤامرة مجموعة من الأمراء البحرية منهم فارس الدين أقطاي وبيبرس البندقداري، وقلاوون الصالحي وأيبك التركماني وتم تنفيذ المؤامرة في صباح يوم الأثنين 28 محرم 648هـ / [2] أيار 1250م وكان السلطان آنذاك في فارسكور يحتفل بإنتصاره ويتهيأ لإستعادة دمياط [7]، وجلس على عادته ليتناول طعامه، فتقدم إليه بيبرس البندقداري وضربه بسيفه ضربة تلقاها بيده، فقطعت بعض أصابعه، فأسرع تورانشاه إلى البرج الخشبي الذي أقامه على النيل ليمضي

[1] نهاية الارب (29 ـ 351)، الجواري والغلمان صـ 411.
[2] الجواري والغلمان صـ 411 ..
[3] مرآة الزمان نقلاً عن الجواري والغلمان صـ 413.
[4] الجواري والغلمان صـ 414.
[5] المصدر نفسه صـ 414.
[6] المصدر نفسه صـ 414.
[7] تاريخ الايوبيين صـ 390.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست