اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 140
فقال: أما أنا فكنت أروح إلى الجنة وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، قد قتل فلان وفلان وفلان، حتى عدَّ خلقاً من الملوك، فأقام للإسلام من يحفظه غيرهم ولم يضع الإسلام [1]. فهذا موقف جليل لهذا الأمير البطل دلَّ على تواضعه وعدم إهتمامه بحفظ نفسه في سبيل مصلحة المسلمين العامة، كما يدل على تذكره عظمة الإسلام، والهدف العالي الذي ينشده المؤمنون حقاً وهو إبتغاء رضوان الله تعالى والجنة [2].
س ـ رؤيا صادقة: كان من أهم الحوافز للأمير سيف الدين قطز على الإقدام على حرب التتار رؤيا صالحة رآها في صغره، وكان يحدث بها أصحابه، حيث قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: أنت تملك الديار المصرية وتكسر التتار، وقول النبي صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيه [3]. فهذه الرؤيا الصالحة كانت هي الدافع الأكبر لمظفر الدين قطز بأن يقدم على قتال التتار بعزم وقوة، بعدما نكل عن ذلك كثير من الأمراء أو قاتلوهم بضعف وخوف، لقد دخل مظفر الدين تلك المعركة وهو على يقين قوي وثقة كاملة بنصر الله تعالى له ولجنده، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يدخلون المعارك وهم يحملون في أفكارهم وعد النبي صلى الله عليه وسبم بالتمكين في الأرض، وما دامت هذه الرؤيا قد انتشرت، فإن الذين علموا بها من جنوده وقادته سيكونون على درجة عالية من الثقة واليقين بالنصر، فكان ذلك دافعاً قوياً له إلى بذل كل ما يستطيعون من طاقة في سبيل الله تعالى [4]، وذلك من أسباب النصر على أعدائهم.
ش ـ القدوة: كان سيف الدين قطز متواضعاً وضرب أفضل الأمثلة لجنوده ولأمته في كل الأعمال، وتربية القدوة أعلى آلاف المرات من تربية الخطب والمقالات، كان سيف الدين قدوة في أخلاقه وفي نظافة يده وفي جهاده وفي إيمانه، وفي عفوه، ولم يشعر الجنود أبداً بأنهم غرباء عن قطز، لقد نزل ـ رحمه الله ـ بنفسه إلى خندق الجنود وقاتل معهم فكان حتماً أن يقاتلوا معه [5].
ع ـ عدم موالاة أعداء الأمة: لم يوال سيف الدين قطز التتار أبداً مع فارق القوة والإعداد بينهما، كما لم يوال أمراء النصارى في الشام مع إحتياجه لذلك، لقد سقط الكثير من الزعماء قبل قطز في مستنقع الموالاة للكفار، وكان منطلقهم في ذلك أنهم يجنبون أنفسهم [1] الفتوح الإسلامية عبر التاريخ صـ348. [2] التاريخ الإسلامي (16 ـ 388). [3] المصدر نفسه (16 ـ 391). [4] المصدر نفسه (16 ـ 392). [5] قصة التتار صـ355.
اسم الکتاب : السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 140