من أمواله الخاصة على جيش من الأتراك. إن هذا الرجل، قلت في السابق، مسن ومسالم، لا يرغب إلا في الراحة. ولذلك استجاب لإرادة الجنرال الفرنسي، ولم يعد ينتظر إلا تنفيذ الوعود التي ضربت له والتي تتعلق باحترامه واحترام كل ما كان يملك. وحسب العدالة، لقد كان يجب أن يجازى هذا الباي وأن تدفع مصاريفه لأنه حكم وهران لحساب الفرنسيين منذ استسلامه إلى أن غادرها، أي مدة سبعة أشهر. وقبل أن يحتل الفرنسيون تلك المدينة وردت وفود متعددة إلى إحدى الشخصيات، وإنني أعرف كما يعرف الجميع أن هذه السخصية أرسلت بدورها، مرات متعددة، بعض البواخر إلى وهران تحمل رجالا من حاشيتها، وكان هؤلاء الرجال يشترطون على هذا الباي كثيرا من التضحيات التي لم يحدت أن رفضها في يوم من الأيام. سأقص في مكان آخر مغامرات هذا الباي مع الجنرال كلوزيل.
عندها علمنا بالتغيير الهام الذي حدث في النظام الملكي الفرنسي ; فرحنا بالحادث أشد الفرح، وقد ابتهجنا خاصة للظروف التي أدت إلى وقوعه. واعتقدنا بدورنا أننا سنستفيد من ثمار تلك الحرية. لقد كان أملنا وطيدا في العاهل الجديد، لويس فليب [1] الذي كان ينبغي أن تحفظه تجربته ومآسيه من كل ضعف، والذي كان يجمع في نفس الوقت جميع الصفات الضرورية لقيادة أمة عملت على تعيينه ليكون رئيسها وحاميها، إنه رجل يجمع بين الشجاعة [1] ولد لويس فليب الأول في باريس يوم 6 أكتوبر 1773، في نفس السنة التي ولد فيها حمدان، وتوفي يوم 26 أوت سنة 1850. بايعته ثورة جوليت ملكا يوم 9 أوت 1830. ولكن ثورة 1848 ستقضي على ملكه وتعلن الجمهورية الثانية يوم 24 فيفري. أما لويس، فإنه فر بجلده إلى انكلترا حيث قضى العامين الباقيين من حياته.
اشتهر لويس فليب بالجبن والنفاق حتى مع أعز أصدقائه.