إنهم كانوا يعتقدون أن الفرنسيين يريدون غزو كامل الإيالة، وعليه قاموا بنهب كل ما كانوا يلاقونه للاستفادة منه بدلا عن تركه لهم. وحتى لو أراد حسن، باي وهران، أن يتفاهم معهم مثل ما فعل باي التيطري، لما استطاع ذلك لأنه لم يكن محبوبا.
كان حسن شيخا قد مل الحكم، ولذلك لم يكن يطمح إلا في حياة هادئة. وكان يأمل أن الفرنسيين سيحترمون راحته إذا ما أظهر أنه لا يضمر لهم العداوة.
وعلى العكس، فإن باي التيطري الذي كان يدفعه الطموح قد جمع سائر الأتراك الذين أرادوا أن يتبوه، واقترب من الجزائر رغبة في الاتصال بالفرنسيين، واستطاع بفضل نفوذ صديقه بكري أن يحصل على مرتبة آغا بتعيين من المارشال بورمون.
ولكن هذه الأوضاع ستعكر، فيما بعد، بسبب إحدى المناورات، فيعزل بدون ما سبب ويستبدل في منصبه كآغا العرب بحمدان بن أمين السكة [1]، وعندما حان الوقت، الذي فقد فيه بورمون كل سلطة بالجزائر قدم باي التيطري هبات كثيرة للتمكن من الرجوع إلى المدية، ومواصلة تسيير للبايلك كما كان في السابق وسأقص كل هذه المغارات فيما بعد.
أما باي قسنطينة، فإنه رجع إلى مقاطته متبعا الساحل حيث وجد كثيرا [1] لقد كان بعض المؤرخين، مثل بلايفر، لا يفرقون بين حمدان خوجه وحمدان بن أمين السكة فقد كان هذا الأخير عسكريا، وعينه بورمون آغا العرب، ثم عندما أحس كلوزيل بميوله للوطنية عزله يوم 7 جانفي 1831. وفي العام التالي نفاه روفيكو إلى باريس حيث تزوج بفرنسية، وتوفي سنة 1834.