تعيين، بينما نحن نكون أشد قوة ونشاطا لحماية أنفسنا وهزمهم وتضليلهم.
ثم اقترح أحمد باي - أيضا - أن يأخذ كل قائد حصة كتيبته من الميرة ويلتزم بتموينها. وخاطب الآغا بقوله: إن مكان اجتماع القواد الذي اخترناه أن يكون بالحراش لبعيد عن مخيمنا ياسطوالي، وأن المسافة بين المكانين تستغرق أربع ساعات مشيا.
وبعد كل هذه الملاحظات كان جواب الآغا ما يلي: (إنك لا تعرف الحيل الحربية للأوروبيين، فهي مخالفة - تماما - لحيل العرب). فتأثر الباي بهذا الجواب الغبي، وقرر أن لا يبدي أية ملاحظة أخرى في المستقبل، وفي الليلة التي استولى الفرنسيون على اسطوالي، كنت موجودا لدى الآغا؛ بقصد الاطلاع على أوضاع الأمور. وقد تعشينا جميعا مع باي قسنطينة وباي تيطري وملازم باي وهران وخوجة الخيل. وفي نفس هذه الليلة اقترب مني الآغا وسارني بخبر هام جديد. وهو أن فلانا وفلانا (وقد سمى لي هذين الشخصين) قد تقدما إلى معسكر الفرنسيين، متظاهرين بالانضمام إلى صفوفهم والعمل بجانبهم، وأنهما أتيا ليقدما إليهم تقاريرا عن حالة البلاد. ثم يحثانهم على إرسال قسم من جنودهم - عن طريق البحر - إلى المكان الفلاني الـ ... والمكان الفلاني ... وسيجدونهما في انتظارهم - عند نزولهم من المراكب - بالأماكن المحددة، ليسيرا بهم إلى (برج مولاي حسن)، ويوهمانهم بأن هذه الخطة سيخدعون بها يقظة الجزائريين. ثم تابع الآغا مساوئه بقوله: أعتقد أن هذه الخطة ستنفذ غدا، وعندما يميل الجيش الفرنسي بسيره إلى طريق وعر صعب، ينقض عليه العرب من ناحية وأنا (بجيشي) من ناحية أخرى. ومن أجل ذلك فإني قد زودت كل جندي من الجيش بعشر فشكات. وعندما رأيت هذا الآغا يهذي بهذا الشكل لم أجد ما أقول له؛ بيد أنني سألته: ماذا يصنع هؤلاء الجنود بعدما يستنفد كل منهم تلك الفشكات العشر؟! فأجابني: إن هذه الكمية لكافية لقتل نصف الجيش الفرنسي، ولست بحاجة إلى توزيع البارود على الجنود. ثم نبهته أنه كان من الواجب