منه أن يجمع الشعب للدفاع عن البلاد. ولكن من سوء الحظ، كان الأوان قد فات، وعند الغروب كان الجيش الفرنسي قد اقترب من حصن الامبراطور.
إن شيخ الإسلام رجل عادل، فاضل ولكنه بعيد عن أن يكون محاربا، وفي مثل هذه اللحظة الحرجة لم يكن من الممكن أن يقود جيشا ويصد عدوا.
إن أعضاء الدواوين والفقهاء لا يهتمون إلا بالعلوم والقوانين، وهم أحسن لإعطاء النصائح من أن يقوموا بالأعمال، وبما أنني كنت على اتصال بهذه الشخصية فإنه دعاني، كتابة للتوجه إليه، وكان جوابي: أنه لم يبق أي أمل بالنسبة لهذه القضية. إن هلاكنا محقق ولا أريد أن أشهد مثل هذه الكارثة المفجعة.
لم يكن المشاة منظمين، فما بالك بالمدفعية، ولا ندري كيف يمكن أن تأمل في تحقيق النجاح؟ ولقد كان ذلك ممكنا لو ثم تعيين رجل مجرب لقيادة الجيش ووضعت تحت تصرفه عشرة آلاف من القبائل مع الأمر بإعطاء كل واحد 10 بوجوات (18 فرنكا)، يوميا لتشجيعهم. عندئذ يوجه هؤلاء القبائل إلى مختلف النقاط لسد الطرق الرابطة بين سطاولي ومقر قيادة بورمون. وكان من الواجب أيضا أن يوضع تحت تصرفهم كل أنواع الذخائر التي يمكن أن يحتاجوا إليها. لقدكان النصر مرهونا فقط، بمثل هذه التدابير. ولكن الأميين الذين كانوا يحيطون بالمفتي لاحظوا بأن حمدان عميل للفرنسيين: سافر إلى بلدهم وأعجب بعاداتهم، وعليه يجب الاحتراس منه. وأخيرا قيل بأنه لو
من عاقبة القرار حتى ردهم إلى الحرب، فساروا إلى أن وصلوا إلى الموضع المسمى العين الزرقاء، وكانت الفرنسيس هناك، فوقعت العين على العين والتحم القتال بين الفريقين، فلم تمض لحظات من الزمن حتى انهزمت الفرانسوية وولوا مدبرين، وتمادوا على هزيمتهم حتى وصلوا إلى الموضع المسمى سيدي فرج وأقاموا به (انظر نفس المصدر).