responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 62
خان أولاً إلى التحالف مع قبائل الأنغوت المقيمة شمال سور الصين في منغوليا الداخلية حالياً، ونجح في إقامة حلف مع ملكها، بعد أن وافق على تزويج إحدى بناته للملك الأونغوتي الذي كان يعتبر، نظراً لموقع مملكته الإستراتيجي، والمعاهدات المعقودة بينه وبين ملك كين حارساً للحدود الصينية، ومراقباً أميناً فيما وراء السور العظيم ولهذا، فعندما حالف جنكيز خان مملكة الأنغوت، بدا وكأنه فكك وسائل دفاع مملكة كين، دون أدنى جهد ممكن، وأوصل حدود إمبراطوريته إلى الخطوط الأمامية من مواقع الخصوم [1].وكان جنكيز خان لديه بدائل متعددة لتحقيق أهدافه، فإذا عجز عن تحقيقها بالقوة فالحل بالسياسة والحيلة والرأي.
وفي عام 607هـ / 1211م، جمع جنكيز خان جيشاً عظيماً في منغوليا الشرقية، على ضفاف نهر كيرولين استعداداً للهجوم على بكين، وبطبيعة الحال لم يجد جنكيز خان صعوبات تذكر في اختراق دفاعات الأتراك والأنغوت المتحالفة معه (كما أسلفنا)، ووصل جيشه إلى شمال الصين، وخرب البلاد التي اجتاحها، من دون أن ينجح في الاستيلاء على مدنها الرئيسية، فقد كان ينقصه المهارات الهندسية لذلك، كما وقف جيشه طويلاً وهو ينتظر أمام قلاع سور الصين ومضى عاما 608هـ / 609هـ / 1211م /1212م، ولم يستول جنكيز خان سوى على مراكز قليلة الأهمية، لكون تلك البلاد صعبة التضاريس، وتتخللها سلاسل جبلية متداخلة، ويمر سور الصين خلالها، من خليج بتشيلي إلى النهر الأصفر، ثم إلى الشمال من بكين وتاتونج، عند شمال شان سي، فاكتفى القائد المغولي بإحراز بعض الانتصارات غير الحاسمة، كما حصل عام 607هـ / شباط ـ آذار 1213م في معركة جبل يي ـ هو الواقع بين بكين وكالجان وتحين جنكيز خان الفرصة السانحة، في ربيع الأول 608هـ / 1212م عندما ثار أحد أمراء الخطاي [2] الخاضعين لسيادة كين، وأعلن تأييده للفاتح المغولي، فأسرع الأخير إلى دعم الأمير الثائر وأرسل أحد أعوانه القائد "جيبي" إلى إقليم لياو ـ يانج جنوب منشوريا، لكن القوة المغولية انهزمت أمام أسوار مدينة لياو ـ يانج، فتراجع جيبي إلى منطقة مجاورة ليعيد تنظيم قواته، ثم باغت المدينة واحتلها وأعلن يي ـ لو ـ ليو ملكاً على شعب الخطاي تحت السيادة المغولية [3].

[1] جنكيز خان قاهر العالم صـ 240، حروب المغول صـ 240.
[2] الخطاي: قبيلة من أصل مغولي، سيطرت على بكين مدة قرنين من الزمن قبل أن تخضع لملوك باكين، وقد تحينت هذه القبائل فرصة قدوم أنسابهم المغول للانتقام من ملوك كين.
[3] حروب المغول د. أحمد حطيط صـ 36.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست