اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 60
يسمون (كوتشلوك خان)، وهي كلمة تعني العظيم، الجبار، القوي ... . الخ، كما يخبرنا بذلك رشيد الدين، وأما طريقة حياتهم ونظام مجتمعهم، وعاداتهم وتقاليدهم فقد كانت شبيهة من المجتمعات المجاورة لها، كالمغول وغيرهم من القبائل البدوية الرعوية الأخرى [1].
وقد كانت دولة (النيمان) من أكبر الدول في وسط آسيا وذا سلطان واسع ويحكمها ملك واحد، إلا أنه في الوقت الذي ظهر فيه جنكيز خان، على رأس قبائل المغول، نجد أن المملكة النيمانية مقسمة إلى قسمين، شرقي وغربي، ويحكمها أخوين كل واحد مستقل عن الثاني، فكان (بويرون خان) يحكم مملكتهم الغربية، و (بيبوقاتايانك) يحكم المملكة الشرقية، ونظراً لمتاخمة الحدود الشرقية لمملكة (النيمان) الشرقي لحدود (كرايت) و (المركيت)، فقد كان من نتائج كارثة معركة (وركو) وقتل (أونك خان) أن أصبحت الأراضي (النيمانية) مفتوحة على مصراعيها أمام اللاجئين من قبيلة كرايت الهاربة من سيف جنكيز خان، فنتج عن ذلك تجدد الصراع بين جنكيز خات من ناحية وملكي (النيمان) الأخوين من ناحية أخرى، فقد انتهى ذلك الصراع الدامي المرير بزوال الدولتين (النيمانيتين) والقضاء بصورة نهائية على استقلالهما كقوتين مستقلتين في وسط قارة آسيا، فقد قتل الأخوين على التوالي، وامتصت إمبراطورية جنكيز خان الشابة الناهضة المملكتين والتهمت أراضيهما لتصبح جزء لا يتجزأ من أراضي دولة المغول.
وفي عام 602هـ لشهر رجب، سنة 1206م فبراير ـ مارس، عقد جنكيز خان مجلساً عاماً، واجتماعاً عمومياً، حيث تم تنصيبه كخان أعظم على جميع ساكني الخيام في منغوليا وما جاورها في البلدان وفي هذا الاجتماع، أعلن جنكيز خان عن خطة جديدة لفتوحاته وقرر الخروج خارج نطاق منغوليا، ونشر في هذا الاجتماع قوانينه المشهورة في التاريخ، المعروفة بالياسا [2].
رابعاً: بناء الإمبراطورية المغولية:
لم تقتصر جهود جنكيز خان على توحيد القبائل المغولية، بل كانت خطوة التوحيد نقطة انطلاق لبناء إمبراطورية تشمل معظم أنحاء العالم المعروف آنذاك، فكان عليه لتحقيق [1] سقوط الدولة العباسية للقحطاني صـ73. [2] المصدر نفسه صـ76.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 60