responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
السنة، وقد سيطر هؤلاء على الخلافة واتخذ حكامهم لقب سلطان وعرف حكامهم الأوائل بإسم السلاطين العظام، وبقي الخليفة في بغداد أو بالأحرى في قصره لا حول له ولا قوة، وتصرف هؤلاء السلاطين في الأراضي والمدن ومنحوها إقطاعيات للأمراء وذوي الشأن، وعندما انهار سلطان السلاجقة العظام كانت أعالي الفرات وشمال الشام ثم جنوبه دويلات لا تتعدى المدينة وما حولها عمل الزنكيون على توحيدها ودخلت في صراع مع الدولة الفاطمية
بمصر، وانفصلت أقاليم الدولة عن الحكومة المركزية في بغداد وأصبحت عاجزة عسكريا عن مواجهة أي غزو عسكري ولم يكن الخطر المغولي كأي خطر عادي [1] / هذه هي أوضاع الخلافة قبل الحروب التي شنها المغول على البلاد الإسلامية ولا يمنع هذا من ظهور خليفة قوي تساعده بعض الظروف على القيام ببعض الإصلاحات، ولكنها صحوات تشبه صحوات الذي يعاني سكرات الموت [2]، ولم يكن بوسع الخليفة المستعصم (640 ـ 656هـ 1242 ـ 1258م) آخر خلفاء بني العباس، وهو الرجل الضعيف الذي سيطر عليه رجال السوء أن يفعل شيئاً ضد هذا الخطر الجارف [3].
3 ـ الأيوبيون في مصر والشام: بعد أن توفي صلاح الدين سنة 589هـ/1193م تفككت أملاكه، ووزعت بين أبناء البيت الأيوبي ذلك لأنهم اعتبروا مملكته تركة خاصة وقد قسمت إلى خمسة عشر قسماً، تزيد وتنقص حسب نتيجة المعارك التي كانوا يخوضونها ضد بعضهم بعضاً، أو ضد أعدائهم، إذا ما لبثت عوامل الانقسام والشقاق إن دبت بين أبناء صلاح الدين أنفسهم وانتهز الملك العادل تلك الفرصة، ورأى أن يجمع هذا الشتات تحت إمرته فلم يتردد في فرض سلطانه على مصر إلى جانب أملاكه في الشام، وهكذا لم يمض على وفاة "صلاح الدين" سوى سبع سنوات حتى طوى "العادل" معظم أولئك الأبناء فقد قال: إنه قبيح بي أن أكون أتابك صبي مع الشيخوخة والتقدم، والملك ليس هو بالإرث وإنما هو لمن غلب [4]، ورغم كل ذلك فإن "العادل" لم يستطع أن يسيطر على كل ما تركه صلاح الدين، بل ظلت الدولة مقسمة إلى سبعة أقسام وكثيراً ما استقل بعضها استقلالاً تاماً عن مصر،

[1] المغول والأوربيون والصليبيون وقضية القدس صـ18.
[2] العالم الإسلامي والغزو الصليبي صـ57.
[3] المغول والأوربيون والصليبيون صـ18.
[4] السلوك لمعرفة السلوك (1 ـ 155).
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست