responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 42
المعادين لمذهبهم، فراح ضحيتهم كبار الشخصيات في الدولة السلجوقية حتى جردوها من قوتها الفعالة وعقولها المدبرة، مما أدى بها إلى نهايتها المؤسفة، فلقد قتلوا أعظم وزراء السلاجقة على الإطلاق وأكبر عقلية مفكرة في دولتهم، ألا وهو الخواجة "نظام الملك"، وكان ذلك بأن تقدم إليه أحد الفدائيين من هذه الطائفة على هيئة رجل صوفي، وطعنه بخنجره طعنة نجلاء خر على أثرها صريعاً سنة 485هـ ـ 1092م ـ فكان أول شخصية كبيرة فقدها العالم الإسلامي بسبب هذه الطائفة الدموية [1]. وقد قام الولاة والحكام المسلمون بتسليط بعض أفراد هذه الطائفة ضد بعضهم بعضاً، ومن أمثلة ذلك عندما قام الصراع بين الخلفاء العباسيين والسلاجقة، اتهم السلطان "مسعود" بأنه هو الذي أوعز إلى جماعة من الفدائيين بالتخلص من الخليفة "المسترشد" فقتلوه سنة 529هـ ـ 1134م ـ ومثلوا به أشنع تمثيل، إذا أنهم قطعوا أنفه وأذنيه وتركوه عرياناً [2]، كذلك قتل ابنه "الراشد" بمدينة "أصفهان" سنة 532هـ ـ 1137م ـ لأن محاربة الخلفاء العباسيين هدف يتفق مع مبادئهم، كما سبق أن قامت هذه الطائفة باغتيال "أغلمش" نائب الخوارزميين في العراق العجمي، بإيعاز من الخليفة "الناصر"، وقد قام صراع بين الإسماعيلية والدولة الخوارزمية سبب للطرفين خسائر فادحة ([3]
كما قامت هذه الطائفة بأعمال إجرامية ضد الطوائف الإسلامية التي تخالفهم في العقيدة، فأشاعوا الرعب والإرهاب، وظلموا وجاروا حتى لقد تمنى المسلمون زوال حكمهم، بل لقد شجعوا المغول وحثوهم على محاربتهم والقضاء عليهم، فقد ذكر "ابن طباطبا": حدثني الملك إمام الدين يحي بن الافتخاري قال: أذكر ونحن بقزوين إذ جاء الليل وجعلنا جميع مالنا من أثاث وقماش ورحل في سراديق لنا في دورنا غامضة خفية، ولا نترك على وجه الأرض شيئاً خوفاً من كبسات "الملاحدة" فإذا أصبحنا أخرجنا أقمشتنا فإذا جاء الليل فعلنا، كذلك، ولأجل ذلك كثر حمل "القزاونة" للسكاكين وكثر حملهم للسلاح، وما زال الملاحدة على ذلك حتى كان من أمر "شمس الدين" قاضي قزوين وتوجهه إلى "قا آن" وإحضار العسكر وتخريب قلاع الملاحدة ـ ما كان [4] ويذكر "الجوزجاني" أن القاضي شمس الدين أحمد الكافي القزويني كان على اتصال بالمغول، وكان إماماً كبيراً، ذهب مرة إلى

[1] المصدر نفسه صـ53.
[2] العالم الإسلامي والغزو المغولي صـ54.
[3] المصدر نفسه صـ54 نقلاُ عن سيرة جلال الدين منكبرتي صـ55 ..
[4] الفخري في الآداب السلطانية والدولة الإسلامية صـ25 ـ 26.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست