اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 406
المملوكي، فقد شنو عدة غارات وسيروا الحملات العسكرية لكي ينالوا من المماليك، فالحقد يملأ قلوبهم، والانتقام يتميز غضباً في نفوسهم، أنهم كانوا اقوى جيوش العالم، والآن أصيبوا بالضعف والوهن وزالت هيبتهم [1]، وإستطاع المسلمون أن يتغلبوا في عين جالوت على الهزيمة النفسية التي كانوا يعانون منها، وخروج من الإحباط الشديد وعلموا أن الأمل في الله لا ينقطع أبداً، وأنه مهما تعاظمت قوة الكافرين فإنها بلا شك إلى زوال [2]، قال تعالى: "لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد" (آل عمران، آية: 196 ـ 197).
8 ـ فشل التحالف بين الصليبيين والتتار: ترتب على إنتصار المماليك في عين جالوت أن ضعف أمل الصليبيين في التعاون مع المغول ضد المسلمين وذلك بسبب ظهور قوة دولة المماليك الإسلامية التي تمكنت من إبعاد الخطر المغولي إلى حدود العراق، بل حاول المماليك غزو العراق وإستخلاصه من التتار [3]. 9 ـ إضعاف الوجود الصليبي: كان لإنتصار المماليك في معركة عين جالوت دور كبير في إضعاف بقايا الوجود الصليبي على ساحل بلاد الشام، فالذي لا شك فيه أن الصليبيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعد ذلك النصر العظيم والذي حققه المسلمون ضد المغول في هذه المعركة، فسارع زعماؤهم ـ بعد أن أدركوا أن نهايتهم آتية لا محالة ـ بالتقرب إلى السلطان بيبرس، وطلب مراحمه، فعقد معهم معاهدات أملى شروطها بنفسه وقام في الوقت نفسه بإبرام سلسلة من المعاهدات والإتفاقات الودية مع الدول الأجنبية القريبة من بقايا الصليبيين في بلاد الشام، وتمكن من أحكام العزلة على الصليبيين وذلك بحرمانهم من أي معونة خارجية، الأمر الذي عجل بإقتلاع جزورهم نهائياً من ساحل بلاد الشام [4].
10 ـ مدينة القاهرة: لم تقتصر عين جالوت على النواحي السياسية بل تعدت إلى النواحي الحضارية، حيث جنبت مصر ويلات الغزو المدمر القاهرة لما تعرضت له بغداد ودمشق، وغيرهما من مدن إيران والعراق والشام من الخراب والدمار الذي عطل ما كانت تزخر به [1] معركة عين جالوت صـ381. [2] قصة التتار صـ344. [3] الجها الإسلامي ضد الصليبيين والمغول د. فايد صـ126. [4] جهاد المماليك صـ357، المظفر قطز العسيلي صـ126.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 406