responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 403
ماضينا وفي حاضرنا، إنه السير على منهج قادة الجهاد، كعماد الدين ونور الدين وجاء صلاح الدين وبنى على جهدهم انتصاراته الحاسمة ضد الصليبيين وحرر القدس وها هي معركة عين جالوت تشد الآصرة مرة أخرى وتمنح المسلمين الأرضية التي سيتحركون عليها عبر العقود القادمة لمجابهة الخصوم، ودفعهم إلى إحدى اثنتين، الإذعان لكلمة الإسلام، أو العودة من حيث جاؤوا .. لقد ملأت المعركة الفراغ المخيف الذي كان يمكن أن يتمخض عن سقوط الخلافة العباسية وتفتت الدويلات الإسلامية كالزنكية والايوبيين والخوارزمية، والسلاجقة، فأتاحت للقيادة المملوكية الشابة أن تقوم بتوحيد الشام ومصر [1].
3 ـ خمود القوى المناوئة للمماليك: قضى المماليك على ما تبقى من الايوبيين الذين كانت لهم بعض الزعامات داخل المملكة، فقد ارسل السلطان بيبرس في ربيع الآخر سنة 659هـ / شباط 1260م جيشاً إلى الشوبك فاحتلها [2]، وبعد عدة أشهر أرسل جيشاً آخر إلى الكرك لإظهار قوته [3]، وفي شهر ربيع الآخر سنة 661هـ /شباط1262م توجه الملك الظاهر إلى دمشق وأرسل في طلب المغيث ملك الكرك في حيلة إستطاع على أثرها أن يقبض عليه ويسجنه في سجن القاهرة ثم قتله [4]، وسار بنفسه إلى الكرك مع جيش يحتوي على جميع صنوف الأسلحة بما فيها الصناع والوحدات الفنية والهندسية وضرب الحصار على المدينة، فاستسلمت وأعادها إلى حكم المماليك [5]، وقد حدثت ثورات في الكرك ضد الحكم المملوكي إستطاع الظاهر القضاء عليها، ولم يكتف الظاهر بملاحقة الأيوبيين، وسلاطينهم، بل طاردهم وتعقب فلولهم حتى على مستوى جندي في القوات المسلحة، وذلك بتسريح كل أمراء وضباط وجنود وخدم الأيوبيين، وذلك إعتقاداً منه في توظيف الجيش، وجعله مختصراً فقد على أولئك الضباط والجنود الموالين، فأحال على التقاعد الجندي فخر الدين، وتخلص من الأمير سيف بين نجم الأيوبي ([6]
وضايق على الدولة البدرية التي كانت تقع في الجزء الشرقي من سوريا، وتضم الموصل، والجزيرة ونصيبين وماردين، وكان على الموصل الملك

[1] دراسات تاريخية صـ91.
[2] الروض الزاهر صـ48، معركة عين جالوت صـ394.
[3] معركة عين جالوت صـ394.
[4] المصدر نفسه صـ394، ذيل مرآة الزمان (2 ـ 300).
[5] معركة عين جالوت صـ395.
[6] المصدر نفسه صـ396 ..
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 403
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست