responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 396
9 ـ سنة التدرج ووراثة المشروع المقاوم: قدم أمراء السلاجقة الكثير من أجل دحر الصليبيين، وقد حقق عماد الدين زنكي إنجازاً عظيماً بوضعه لمشروع رائد ـ ربما رأى الكثيرون في ذلك الوقت ـ إستحالة تحقيقه على بساطته، وهو مشروعه الوحدوي التحرري والذي حقق إبنه نور الدين جزئه الأول، وحقق صلاح الدين قسماً مهما من جزئه الثاني، ولذلك نرى إنتصار صلاح الدين في حطين تتويجاً لمشروع عماد الدين الوحدوي التحرري، فلولا الله ثم متابعة نور الدين لخطا والده في توحيد الشام ثم توحيد مصر مع الشام، لما تحقق هذا النصر [1]، الذي تم بفضل الله ثم جهود التوحيد التي قامت على عقيدة الإسلام الصحيحة التي تدعو للوحدة الإسلامية التي لا تفرق بين جنس أو لون، أو طائفة، وإنما جمعتهم الأخوة في الله والتي لم تفرق بين الأتراك والأكراد والعرب والفرس ولا غيرها من الأمم التي انضوت تحت راية الإسلام، قال الشاعر:
ولست أدري سوى الإسلام لي وطناً ... الشام فيه ووادي النيل سيان
وإينما ذكر إسم الله في بلد ... عددت أرجاءه من لب أوطاني

ولقد تفاعلت العوامل التي ساعدت على الوحدة في عهد صلاح الدين مع الزمن والوقت، وخضعت لسنة التدرج وأعطت ثمارها في معركة حطين وتوجت بفتح بيت المقدس، وأصبح المؤمنون فبتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى [2]، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الغزاة من أجل تمزيق أرجاء العالم الإسلامي، فقد نجحوا في تقطيع أراضي المسلمين، ولكنهم لم ينجحوا في تمزيق قلوبهم، وظل المسلم محباً لأخيه المسلم، ولسان حال كل منهم [3] يقول:
أبا سليمان قلبي لا يطاوعني ... على تجاهل أحبابي وأخواني
إذا إشتكى مسلم في الهند أرقني ... وإن بكى مسلم في الصين أبكاني
ومصر ريحانتي والشام نرجستي ... وفي الجزيرة تاريخي وعنواني
أرى بخارى بلادى وهي نائية ... وإستريح إلى ذكرى خراسان

[1] العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية (2 ـ 375).
[2] الوحدة الإسلامية بين الأمس واليوم صـ23.
[3] المصدر نفسه.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست