responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 375
كانوا قبل ذلك قد هدموا أسوارها وابراج قلعتها واضحت مكشوفة فادرك الملك السعيد بن بدر الدين لؤلؤ الذي كان والياً على حلب خطورة الموقف فيها، وارسل نجدة من عنده لمساعدة أهل البيرة في الدفاع عن مدينتهم، إلا أن هذه القوة الإسلامية لم تستطع الصمود أمام الجموع المغولية وتراجعت إلى داخل المدينة حيث بعث قوادها إلى الملك السعيد يخبرونه بتفاقم خطر المغول وانهم اتجهوا إلى منبج، ويبدو أن المغول ارادوا عدم اضاعة الوقت في الهجوم على المدن الصغيرة، وعقدوا العزم على مهاجمة مدينة حلب التي وصلوها في يوم الخميس السادس والعشرين من ذي الحجة سنة658هـ/نوفمبر 1260م وبدأوا في مهاجمتها بقيادة الأمير المغولي بايدر الذي استطاع اقتحام المدينة واخراج من بها من المسلمين إلى قرية قرنبيا شرقي حلب وفيها حاول المسلمون توحيد صفوفهم مرة أخرى للوقوف في وجه المغول وايقاف زحفهم إلا أن ذلك التجمع لم يجد نفعاً أمام كثافة الجموع المغولية، واضطر المسلمون بقيادة حسام الدين الجوكندار الذي خلف الملك السعيد على حلب إلى التراجع إلى الخلف لاستدراج المغول إلى مكان أفضل لمنازلتهم فتراجع إلى حماه التي فيها الملك المنصور صاحبها، وفيها رأى توسيع الرقعة على المغول بالتراجع إلى حمص متظاهراً بالضعف أمامهم بهدف اعطاء نفسه فرصة كافية لحشد أكبر عدد من الجيوش الإسلامية فوصله بحمص الملك المنصور صاحب حماه ومعه اخوه الملك الأفضل علي ومعها عساكر حماه، كما انضم إليه في الوقت نفسه الملك الأشرف صاحب حمص وفي حمص اعاد الجوكندار تنظيم
جيوش الإسلام مرة أخرى وجهزها بالعدة والعتاد استعداد لمنازلة المغول، الذين وصلوا إلى حمص في المحرم من سنة 659هـ/ديسمبر 1260م حيث دارت بين الطرفين معركة حامية الوطيس عند قبر خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه [1] ـ بالقرب من الرستن ابلى فيها المسلمون بلاء حسناً رغم قلة عددهم وكثرة عدد المغول، حتى كتب الله لهم النصر على عدوهم، وفر بايدر من المعركة فيمن، سلم من جنده وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، وسارع الملك المنصور عقب ذلك الانتصار بالاتجاه إلى سلمية حيث انضموا إلى جموع مغولية كانت نازلة بها، وحاولوا عبثاً مهاجمة حماة مرة ثانية واقاموا عليها يوما واحداً، ثم رحلوا عنهاإلى أفامية، التي كان قد سبقتهم إليها فرقة من جيش المسلمين اقامت بالقلعة، وقامت بتنظيم الهجمات على المغول داخل المدينة التي اضطر العدو إلى ترك افاميه والاتجاه إلى حلب التي ظلوا يحاصرونها مدة من

[1] جهاد المماليك صـ129.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 375
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست