responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 371
ومنهم قطز، أصحاب النفوذ والسلطان في مصر، واستمر العداء بين العزية والبحرية قائماً حتى أغار المغول على مصر، فاضطر المماليك جميعاً إلى الإتحاد بدليل قول العيني أن المماليك البحرية انحازوا إلى قطز المعزي، لما تعذر عليهم المقام بالشام، وللتناصر على صيانة الإسلام، لا لأنهم أخلصوا الولاء له [1]، فلما انتصر المماليك على المغول في عين جالوت، ولم تبق هناك ضرورة للإتحاد، ظهر العداء القديم بين الطائفتين من جديد، وكان من نتائج ذلك مقتل قطز المعزي على يد بيبرس الصالحي، وهذا هو المعنى الحقيقي لما أورده ابن أبي الفضائل تعقيباً على مقتل قطز حين قال: فلحق الناس خوف عظيم من عودة البحرية إلى ما كانوا عليه من الفساد [2]، وروى ابن أياس في هذا الصدد، ولما تم أمر بيبرس في السلطنة، رسم باحضار المماليك البحرية الذين كانوا منفين في البلاد، كما روى في موضع آخر وكذلك المقريزي أن المماليك المعزية حاولوا اغتيال بيبرس، عقب عودته إلى القاهرة، فقتل بعضهم، وسجن ونفي البعض الآخر [3]. وهذه النصوص وأن دلت على شيء، فإنما تدل على أن مقتل قطز كان نتيجة لعداء قديم مستحكم بين المماليك البحرية الصالحية والمماليك المعزية [4].
2 ـ الطريق إلى عرش المماليك: كان الطريق إلى عرش سلطنة المماليك منذ البداية ـ القتل، وسفك الدماء، فقد اعتلت شجرة الدر العرش بعد اغتيال تورانشاه آخر سلاطين الايوبيين في مصر، كما أنها هي وزوجها عز الدين أيبك لقيا حتفهما بسبب الصراع على السلطة، وبسبب طبيعة الحكم العسكري في دولة سلاطين المماليك، وتطبيقاً لمبدأ الحكم لمن غلب، الذي قام عليه البناء السياسي لهذه الدولة، كان طبيعياً أن يفكر الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري في إزاحة السلطان سيف الدين قطز من طريقه صوب عرش سلطنة المماليك، ورجح الدكتور قاسم عبده قاسم أن بيبرس ظن أنه أحق بالعرش من قطز، لا سيما وأنه صاحب دور كبير في هزيمة الحملة الصليبية السابعة بقيادة الملك لويس التاسع قبل عشر سنوات في المنصورة، كما أنه لعب دوراً كبيراً في هزيمة المغول في عين جالوت، كما أنه كان أول من ألحق بهم هزيمة عندما دمر طليعة الجيش المغولي، ثم طارد فلوله المنسحبة حتى أعالي

[1] عقدة الجمان، نقلا عن في التاريخ الايوبي والمملوكي للعبادي صـ 162.
[2] السلوك (1 ـ 521).
[3] بدائع الزهور (1 ـ 99 ـ 100) ن في التاريخ الايوبي والمملوكي صـ 163.
[4] في التاريخ الايوبي والمملوكي صـ 163.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست