responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 369
إشارة بينه وبين من اتفق معه، فلما رأوه قد قبض على يده، بادره الأمير بدر الدين بكتوت وضربه بالسيف على عاتقه، فأبانه، ثم اختطفه الأمير بدر الدين أنس والقاه عن فرسه، ثم رماه الأمير بهادر المعزي بسهم أتى على روحه، وقيل إن أول من ضربه الأمير ركن الدين بيبرس وهو الصحيح، وذلك يوم السبت الخامس عشر من ذي القعدة، ثم ساروا إلى الدهليز للمشورة بينهم على من يملكوه ويسلموا إليه قيادتهم، فوقع اتفاقهم على الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، فتقدم الأمير فارس الدين أقطاي المستعرب، المعروف بالأتابك [1]، فبايعه وحلف له، ثم بلبان الرشيدي ثم الأمراء على طبقاتهم، ولقب بالملك الظاهر، ثم في الساعة الراهنة قال الأمير فارس الدين أقطاي الأتابك له: لا يتم الملك إلا بدخولك إلى قلعة الجبل، فركب هو والأمير فارس الدين والأمير بدر الدين بيسري وبلبان الرشيدي وقلاوون الالفي وبيليك الخازندار وجماعة من خواصه، وقصدوا القلعة، فلقي في طريقه الأمير عز الدين أيدمر الحلبي نائب السلطنة عند الملك المظفر، وكان خارج للقاء استاذه، فأعلموه بصورة الحال وحلّفوه فحلف وتقدم بين يديه إلى القلعة، فلم يزل على بابها ينتظره حتى وصل إليها فدخلها وتسلمها، وكانت القاهرة قد تزينت لقدوم الملك المظفر، والناس في فرح وسرور بعوده وكسر التتار، فلما أسفر الصبح وطلع النهار وإذا مناد ينادي: معاشر الناس ترحموا على الملك المظفر وادعوا لسلطانكم الملك الظاهر ركن الدين بيبرس [2].
1 ـ أسباب مقتل قطز: تنوعت روايات المؤرخين المعاصرين حول الأسباب التي أدت إلى مقتل سيف الدين قطز، ونحاول أن نناقش هذه الأسباب ونبين الأقوى منها:
أ ـ يقول ابن أيبك الدواداري: وحكى لي والدي ـ عن مخدومه سيف الدين بلبان الدوادار الرومي قال: إن يوم المصاف هربت جماعة من الأمراء من خشداشية الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري، فلما انتصر الإسلام، تنمر عليهم السلطان المظفر ووبخهم، وشتمهم، وتوعدهم، فأضمروا له السوء، وحصلت الوحشة منذ ذلك اليوم، ولم تزل الاحقاد والضغائن تتراءى في صفحات الوجوه وغمزات العيون، وكل منهم يترقب من صاحبه الفرصة [3].

[1] نزهة الانام في تاريخ الإسلام صـ 267.
[2] نزهة الانام في تاريخ الإسلام صـ 168.
[3] كنز الدرر (8 ـ 60)، في تاريخ الايوبيين والمماليك صـ 204.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست