اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 360
جالوت، ولا ندري إن كان قد قبل التعاون مع التتار لرغبة في نفسه، أم قبل ذلك مضطراً وهو يعد العدة لينفع المسلمين فهذا بينه وبين الله عز وجل، ولكن في موقعة عين جالوت قرر أن يخدم جيش المسلمين بقدر ما يستطيع، وقد نقل هذا الرسول إلى قطز ـ العلومات التالية:
أ ـ جيش التتار ليس بقوته المعهودة، فقد أخذ هولاكو معه عدداً من القادة والجند، فلم يعد الجيش على الهيئة نفسها التي دخل بها الشام، فلا تخافوهم.
ب ـ ميمنة التتار أقوى من ميسرتهم، فعلى جيش المسلمين أن يقوي جداً ميسرته التي ستقاتل ميمنة التتار.
ج ـ أن الأشرف الأيوبي أمير حمص سيكون في جيش التتار بفرقته، ومع صارم الدين أيبك، ولكنهم سوف ينهزمون بين يدي المسلمين .. أي أن الرسالة تقول أن الاشرف الأيوبي قد راجع نفسه وآثر أن يكون مع جيش قطز، ولكنه خرج مع جيش التتار مكيدة لهم، وتفكيكاً لصفهم [1]. ومع ذلك أخذ المسلمون حذرهم، واستفادوا من هذه الأمور دون تفريط في الإعداد أوتهاون في الاحتياط والحذر، وبذلك انتهى يوم الرابع والعشرين من رمضان 658هـ وقضى المسلمون الليل في القيام والابتهال والدعاء والرجاء [2].
5 ـ الاشتباك مع المغول: كان سيف الدين قطز قد بعث الأمير ركن الدين بيبرس على رأس فرقة من الكشافة لاستطلاع أخبار العدو وتحديد مكانه، واشتبك بيبرس مع طلائع الجيش المغولي واستمر يناوشهم إلى أن وافاه السلطان قطز بالجيش الرئيسي عند عين جالوت في الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ / سبتمبر 1260م حيث ألتقى الجمعان وذلك بعد طلوع الشمس وقد امتلأ الوادي بالناس وكثر صياح أهل القرى من الفلاحين وتتابع ضرب كوسات السلطان والأمراء ايذاناً ببدء الهجوم [3]، كان الجيش المغولي بقيادة كتبغا، وكان قطز يعرف جيداً تفوق جيشه في العدد على العدو، ولذا أخفى قواته الرئيسية في التلال القريبة ولم يعرض للعدو إلا المقدمة التي قادها بيبرس، ولما لبث كتبغا أن وقع في الفخ، إذ حمل بكل رجاله على القوات الإسلامية التي شهدها أمامه، فأسرع بيبرس في تقهقره إلى التلال بعد أن اشتدت مطاردة كتبغا له، فلم يلبث الجيش المغولي بأسره أن جرى تطويقه [1] قصة التتار صـ313. [2] المصدر نفسه صـ 313. [3] جهاد المماليك صـ 122.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 360