responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 308
أفلت لويس من قبضة المسلمين [1]، ولما توجه إلى الإمارات اللاتينية في الشام عمل على بث الخلاف وإثارة الفتن والقلاقل في الشرق الإسلامي، وأما المماليك البحرية فقد وجدوا أنهم أصحاب الفضل الأول في إحراز النصر على لويس والتنكيل به وبقواته على ضفاف النيل، وأنه لولا اجتهادهم في المنصورة وفارسكور ما تم النصر للمسلمين [2]، حتى وصفهم ابن واصل بأنهم كانوا داوية الإسلام [3]، ودافعوا عن اتهام الأيوبيين لهم بإخلاء لويس طمعاً في ماله، بأنهم كانوا يخشون إن قتلوه أو أبقوه في الأسر أن تثور ثائرة العالم المسيحي ويقوم بحملة صليبية جامعة ضد المسلمين قد لا يستطيعون دفعها [4]، خاصة وأن لويس لم يكن محبوباً في فرنسا، فحسب وإنما في أمم الغرب الأوروبي والشرق اللاتيني أيضاً، ثم هم لم ينسوا بعد مااقترفه "تورانشاه" ابن مولاهم الصالح أيوب في حقهم وفي زوجة أبيه شجرة الدر من إساءات، كان من الضروري وضع حد لها قبل أن يفلت الزمام من أيديهم ويبطش (5)
بهم، وأنهم بتخلصهم منه إنما انقذوا مصر من مفاسده ومباذله، ولذا فهم يرون أنهم أحق بالملك من غيرهم [6].
أ لويس التاسع واستغلال فرصة النزاع بين المسلمين: ففي هذا الوقت الذي كان فيه الشرق الإسلامي منقسماً على نفسه كان الملك الفرنسي في عكا يسعى لتأليف حملة جديدة تهدف إلى امتلاك البيت المقدس. وحري بالذكر في هذا المجال أن المسيحيين في المعاقل اللاتينية في سورية وعلى رأسهم لويس كانوا يدركون حقيقة الحال في مصر والشام وكانوا ملمين إلماماً تاماً بأحوال العالم الإسلامي المضطربة إبان فترة الأنتقال هذه، إذ سجل لويس في رسالته إلى شعبه أن هذا الشقاق قد انعش آماله [7]، كما وجد الفرصة مواتيه لتعويض ما خسره في مصر [8]، ومما يدلنا على اهتمام الغرب المسيحي بما كان يجرى في الشرق الإسلامي من أحداث وقتذاك أن المؤرخين الغربيين المعاصرين لهذه الفترة أمثال جوانفيل وروتلان ووليم دي ناجي، ووليم دي شارتر، ومتى الباريزي وغيرهم، قد تتبعوا مراحل الخلاف بين مصر والشام، وسجلوا الكثير من ظروف الحال بينهما مما لا تقل قيمته عما خلفته لنا المصادر الإسلامية في هذا الشأن، وهي فضلاً عن ذلك تعطينا فكرة واضحة عن هذا النزاع من وجهة

[1] المصدر نفسه صـ145.
[2] العدوان الصليبي على بلاد الشام صـ145.
[3] المصدر نفسه صـ145.
[4] المصدر نفسه صـ146.
(5) المصدر نفسه صـ 146 ..
[6] المصدر نفسه صـ146.
[7] المصدر نفسه صـ146.
[8] المصدر نفسه صـ146.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست