responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 306
وعدم اعتبار حقوقها وشخصيتها، فيبين الله تعالى هنا أن النساء كالرجال في الإنسانية ولهن حق حسن المعاشرة كالرجال، ويجب لهن حق عليهم تجاه الواجب ولكن المراد بالمماثلة مماثلة الواجب بالواجب في كونه ما يردده البعض في العصر الحاضر من كون مساواة المرأة للرجل في جميع الأمور، لأن الله تعالى قال:"وللرجال عليهن درجة" وهذه الدرجة هي القوامة التي جاء بيانها في الاية السابقة الإِمرة والطاعة [1].
ـ قال تعالى:"إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم" "البقرة، آية:247". وجه الاستدلال: إن الله تعالى يبين في هذه الآية الكريمة صفات الاستحقاق للملك، وذلك أن بني إسرائيل لما طغوا في استحقاق طالوت للملك، قالوا: إنه لا يستحق لأنه ليس من أهل بيت الملك، ولأنه فقير ليس عنده مال، فرد الله عليهم بأنه استحق للملك لأمرين، لكون زيادته في العلم، وقوته في الجسم، فهذا دليل على أن قيادة الأمة تسند إلى من لديه علم واسع، وهو قوي جسيم حتى يتحمل مشاق هذا المنصب [2]، ومن المعلوم أن المرأة ضعيفة الجسم والبنية لا تستطيع تحمل المشاق مثل الرجل، وهذا أمر فطري، فلهذا لا يسند إليها قيادة البلد [3].
ب ـ السنة: قال صلى الله عليه وسلم: لن يُفلح قوم ولوْا أمرهم امرأة ([4]):
إن الذكورة شرط في أهلية الولاية العامة بالاتفاق، وأجمعت الأمة في العصور الأولى من الصحابة والتابعين،. وتابعيهم والأئمة والفقهاء والعلماء والمحدثين والمفسرين على اختلاف مذاهبهم، أجمعوا على أن لا تصلح المرأة للأمامة الكبرى، ولا تجوز توليتها رياسة المملكة، كذلك رياسة الوزارة في النظام البرلماني لأن لها صلاحيات مثل صلاحيات الإمام. وعلى هذا دلت الأدلة الصحيحة من الكتاب، والسنة وهي ظاهرة في دلالتها ويقتضيه العقل والقياس، والحكمة في خلقة المرأة وتكوينها النفسي والجسدي، والاعتراضات الموجهة إلى حديث صحيح البخاري مردودة، ليس فيها شيء من القوة، إذ تلقته الأمة بالقبول والمعترضون لا يريدون إلا التشكيك في الحديث النبوي وأما القول المعارض الذي حدث متأخراً فليس له دليل صحيح من الكتاب والسنة، بل هي شبهات من اجتهاد بعض أفراد الأمة، أو أفعال من

[1] جامع البيان (2/ 454).
[2] تفسير الرازي (6/ 174) مدارك التنزيل (1/ 163).
[3] ولاية المرأة في الفقه الإسلامي صـ93.
[4] البخاري، كتاب المغازي رقم 4425.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست