اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 304
العارمة على المستوى الشعبي في القاهرة في كل أنحائها، وقام العلماء والخطباء ينددون بذلك على منابرهم، وفي دروسهم وفي المحافل العامة، والخاصة وكان من أشد العلماء غضباً وإنكاراً الشيخ الجليل ((العز بن عبد السلام)) رحمه الله [1]، وأرسل الخليفة العباسي من بغداد إلى الأمراء الذين كانوا بمصر يقول لهم: إعلمونا إن كان ما بقي في مصر عندكم من الرجال من يصلح للسلطنة، فنحن نرسل إليكم من يصلح لها، أما سمعتم في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يفلح قوم ولّوا أمره امرأة [2]، ومما قاله الشعراء في إنكارهم على تولي شجرة الدُّر السلطنة:
النساء ناقصات عقل ودين ... ما رأين لهنَّ رأياً سنيّا
ولأجل الكمال لم يجعل الله ... تعالى من النساء نبيّا (3)
7 ـ شجرة الدُّر تخلع نفسها:
لقد اضطربت الأمور على المستوى الشعبي العام، وعارض الفقهاء والمتعلمون جلوس ((شجرة الدُّر)) على عرش السلطنة، وأدركت السلطانة وزعماء المماليك أنهم يسبحون ضد تيار عارم، لا بد وأن يغرقهم في موجاته [4]، وبعد ثمانين يوماً تنازلت ((شجرة الدُّر)) في الحكم لواحد اختارته بعناية من أمراء المماليك هو عز الدين أيبك التركماني الصالحي، الذي اشتهر بعزوفه عن الصراع حتى ظن الجميع أنه ضعيف، وقبل أمراء المماليك الأقوياء زواجه من شجرة الدُّر وجلوسه على عرش السلطانة، بل أن بعضهم قال: متى أردنا صرفه أمكننا ذلك لعدم شوكته [5]، وبالفعل تزوجت شجرة الدُّر من عز الدين آيبك، ثم تنازلت له عن الحكم، وتم هذا التنازل في أواخر جمادى الثانية من السنة نفسها سنة 648 هـ. وهكذا في غصون سنة واحدة فقط جلس على كرسي الحكم في مصر أربعة ملوك وهم الملك الصالح أيوب ـ رحمه الله ـ ثم مات، فتولى توران شاه ابنه، ثم قتل، فتولت شجرة الدر، ثم تنازلت، فتولى عز الدين أيبك التركماني الصالحي [6].
8 ـ حكم تولى المرأة للولاية العامة: اتفق فقهاء الإسلام على اختلاف مذاهبهم [1] قصة التتار صـ229. [2] بدائع الزهور (1 ـ 287).
(3) المصر نفسه (1 ـ 287). [4] السلطان المظفر سيف الدين قطز صـ77. [5] المصدر نفسه صـ77. [6] قصة التتار صـ331.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 304