responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 299
عكا وكذلك زودوا صلاح الدين بأخبار الحملة الألمانية، إلا أن بعد ذلك ضعف جهاز الاستخبارات، بل نجد أن الحملة الصليبية الخامسة تصل إلى دمياط ولم يعلم بها الملك العادل إلا بعد وصولها ولم تكن اختراقات الجهاز الإستخباراتي بعد صلاح الدين بالمستوى الذي كان عليه، فكان ضعف الجهاز الإستخباراتي للدولة الأيوبية بعد صلاح الدين من أسباب سقوطها.
10 ـ غياب العلماء الربانيين عن القرار السياسي: مع مجيء الملك الأفضل لحكم الدولة الأيوبية تغيرت بعض الوسائل الاستراتيجية التي كان يعتمد عليها صلاح الدين بعد الله تعالى في إدارة الحكم وحركة الجهاد وهي اعتماده على العلماء الربانيين فأبعد الملك الأفضل القاضي الفاضل وأقصى أمراء والده ومستشاريه، بتأثير الوزير ضياء الدين ابن الأثير أخو المؤرخ المشهور ابن الأثير على إدارة الدولة في عهد الملك الأفضل ولم يكن موفقاً أبداً بل جرّ البلاء والسخط والغضب والكراهية على الملك الأفضل وأصبح القاضي من بعد المبعدين عن القرار السياسي، وهو الذي قال فيه صلاح الدين: ما فتحت بلداً بسيفي ولكن بقلم القاضي الفاضل، ولم تكن مكانة العلماء والفقهاء بعد صلاح الدين بالمكانة التي كانوا عليها في عهد نور الدين وصلاح الدين، ولقد خسر الأيوبيون الكثير بإبعاد القاضي الفاضل ومن على شاكلته من دائرة القرار السياسي وقد قال ابو شامة عن القاضي الفاضل: كان ذا رأي سديد، وعقل رشيد ومعظماً عند السلطان صلاح الدين يأخذ برأيه ويستشيره في الملمات والسلطان له مطيع وما فتح السلطان الأقاليم إلا بأقليد آرائه وكان كتائبه كتائب النصر [1].
11 ـ وفاة الملك الصالح نجم الدين وعدم كفاءة وريثه: استطاع الملك الصالح نجم الدين أيوب، أن يدخل تشكيلات جديدة على القوة العسكرية التي كان يتكون منها جيش السلطان الأيوبي والتي ساهمت في تقوية الجيوش وانعكس ذلك على الدولة ومن أهم الإجراءات التي اتخذها الملك الصالح نجم الدين أيوب، اهتمامه الكبير بشراء المماليك والغلمان والأتراك بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ السلطنة الأيوبية، فخلال مدة حكمه أضاف إلى الجيش في دفعة واحدة أكثر من ألف مملوكاً تركياً وعمل منهم جيشاً قوياً سانده في فرض إرادته على الأقاليم والقضاء على حركات التمرد الداخلية وكان ولاء المماليك للملك

[1] كتاب الروضتين (2/ 241).
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست