اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 285
8 ـ كيفية مقتل تورانشاه: ونتيجة لبعض التصرفات الغير مسؤولة وعدم أخذ الحيطة اللازمة من تورانشاه قرر المماليك البحرية التخلص من تورانشاه وتزعم المؤامرة مجموعة من الأمراء البحرية منهم فارس الدين أقطاي وبيبرس البندقداري، وقلاوون الصالحي وأيبك التركماني وتم تنفيذ المؤامرة في صباح يوم الأثنين 28 محرم 648هـ / [2] أيار 1250م وكان السلطان آنذاك في فارسكور يحتفل بإنتصاره ويتهيأ لإستعادة دمياط [1]، وجلس على عادته ليتناول طعامه، فتقدم إليه بيبرس البندقداري وضربه بسيفه ضربة تلقاها بيده، فقطعت بعض أصابعه، فأسرع تورانشاه إلى البرج الخشبي الذي أقامه على النيل ليمضي فيه بعض وقته وإحتمى به وهو يصيح، من جرحني؟ فقالوا: (الحشيشية) فقال: لا والله إلا البحرية! والله لا أبقيت منهم بقية، وضمد جراحه، فاجتمع أمراء المماليك، وقرروا قتله وقالوا: بعد جرح الحية لا ينبغي إلا قتلها ودخل ركن الدين بيبرس وفارس أقطاي وغيرهما من أمراء المماليك البحرية إلى البرج وهم شاهرون سيوفهم ففر تورانشاه إلى أعلى البرج، وأغلق بابه والدم يسيل من يده، فأضرموا النار في البرج ورموه بالنشاب، فالقى تورانشاه نفسه من أعلى البرج، وهو يصيح مستنجداً: ما أريد ملكاً دعوني أرجع إلى الحصن يا مسلمين، أما فيكم من يصطنعني ويجبرني [2]، فلم يجبه أحد وأخذ يركض نحو النيل ونبال المماليك تأخذه من كل جانب حتى ألقى بنفسه في الماء على أمل أن يسبح إلى أحدى سفنه الراسية ليعتصم بها، ولكن سرعان ما لحق به اقطاي فقتله، وتركت جثته على شاطئ النيل ثلاثة أيام دون أن يتجاسر أحد على دفنه إلى أن شفع فيه رسول الخليفة العباسي، فحمل إلى الجانب الآخر من النهر ودفن، بعد أن حكم واحداً وستين يوماً ([3])، [1] تاريخ الايوبيين صـ 390. [2] النجوم الزاهرة (6 ـ 371). [3] كتاب الروضتين نقلاً عن الدولة الأيوبية د. عكور صـ 262 ..
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 285