responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
يا غائبين وفي الفؤاد لبعدهم ... نار لها بين الضلوع ضرام
لا كُتْبكُم تأتي ولا أخباركم ... تُروى ولا تُدنيكم الأحلام
أقصْتكُم الدنيا عليّ وكلما ... جَدَّ النوى لَعِبَتْ بي الأسقام
ولقيت من صرف الزمان وحوره ... ما لم تُخِيّله لِىَ الأوهام
يا ليتَ شعري كيف حال أحبتيَ ... وبأي أرض خيّموا وأقاموا
مالي أنيس غير بيت قاله ... صَبُّ رمته من الفراق سهام
والله ما أخترت الفراق وإنما ... حكمت عليّ بذلك الأيام (1)
ولم يكن هذا الشعور مقصوراً على شعراء العرب وحدهم بل، شاركهم في هذا الميدان شعراء الفرس كذلك، حتى أننا لنجد الشاعر الكبير سعدى الشيرازي الذي كان يعيش في ذلك الوقت في شيراز آمناً مطمئناً بعيداً عن ميدان المعركة لا يستطيع أن يخفي تأثره لهول هذا المصاب، فينظم قصيدة فارسية يرثى فيها المستعصم، ويبدي تحسره وتأسفه على زوال الخلافة العباسية وترجمة ما قاله من شعر بالعربية:
للسماء حق إذ بكت على وجه الأرض دماً ... لزوال ملك المستعصم أمير المؤمنين
كما نظم هذا الشاعر قصيدة أخرى عربية على نفس الموضوع كانت أروع قصائده، وكأنه أراد أن ينعي بهاتين القصيدتين الخلافة الإسلامية للمسلمين أجمعين: الفرس منهم والعرب على السواء
حبست بجفنيّ المدامع لا تجري ... فلما طغى الماء استطال على السكر
نسيم صبا بغداد بعد خرابها ... تمنيت لو كانت تمر على قبري (2)

(1) أصداء الغزو المغولي مأمون جرّار صـ146.
(2) المغول في التاريخ صـ286.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست