اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 249
الدين قطز والشعب المصري المسلم والسائر على نهج أهل السنة والجماعة، كما أن بركة خان المغولي الذي أسلم كسر شوكة هولاكو وهزمه هزيمة مريرة، بل مات هولاكو كمداً وغماً لما حدث لجنوده في معركة عين جالوت وهذا ما سوف يراه القارئ الكريم بإذن الله في الصفحات القادمة.
إن ابن طاوس يتلاعب بفتاويه ويحاول أن يصور بأن هولاكو أفضل من الخليفة المستعصم حيث أن الأول كافر عادل والثاني مسلم جائر، وأي عدل قام به هولاكو غيرالدمار والهلاك وهتك الأعراض واسترقاق الناس، ولكن هذه النفسية المريضة ترى أي ظلم وجور يقع على مسلم سني أو دولة سنية هو من صميم العدل وأما ما قام به ابن طاوس فهو من النفاق والتزلف لهولاكو، كان ابن طاوس لا يمتنع من الدخول في المناورات السياسية المفتوحة ويبني ذلك على رؤى ومواقف متنوعة، فقد مهد بمجموعة من الأخبار الغيبية المختلقة ـ في تسوية الأشكال بين ابن طاوس والدول المغولية، ومهدت تلك الأخبار والروايات المختلقة السبيل وبفعالية غير عادية للاسترسال في بناء علاقة حميمية بالدولة المغولية مستندة إلى نصوص إرشادية توجيهية يعتقد ـ ابن طاوس الفقيه الشيعي ـ بأنها كفيلة برفع الحرج الشرعي [1]، ومما لا شك فيه أن رموز الشيعة في تلك المرحلة، كابن طاوس الحلي، والعلقمي، ونصير الطوسي وغيرهم كانوا من عوامل هدم واسقاط الدولة العباسية، وكان لديهم استعداد نفسي، للتعامل مع المغول وبناء علاقات قوية معهم على حساب زوال بني العباس.
20 ـ تمرس فرسان التتار وقوة الإمبراطورية المغولية: ويجب ألا يغرب على البال تمرس فرسان التتار بالحرب واخذهم بأسبابها المادية وتوافر عوامل الانتصار، من قيادة حكيمة ووضوح في الهدف، وإعداد الأفراد والحرص على الوحدة والاتحاد ((وسلطة الياسا)) وتقسيم الادوار، والتخطيط السليم، والإدارة الناجحة، والتنظيم المحكم، والدعم الإقتصادي والدعاية الإعلامية لجيوشهم والحيطة والحذر من الأعداء وغير ذلك من الأسباب التي تدل على قوة الإمبراطورية المغولية وتمرس فرسانها على القتال، فهذه هي أهم أسباب سقوط الدولة العباسية، وهي متداخلة ومتشابكة يؤثر كل منها في الآخر تأثيراً عكسياً، فالسبب الديني يؤثر في العامل العسكري، ويتأثر به وهكذا. [1] الفقيه والدولة صـ101.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 249