responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 233
حاولوا بعث الدماء الحارة في جسم الخلافة وإعادة بعض الهيبة والقوة لها وقد تمكن من تطوير الجيش العباسي وبلغ عدد جيشه مائة ألف [1]، وكان ذا همة عالية وشجاعة وافرة ونفس أبية وعنده إقدام عظيم وقصدت التتار بلاد العراق في أيامه فلقيهم عسكره وانتصف منهم وهزمهم [2] وكان للخليفة المستنصر بالله أخ يمثل شخصيته وتحسباً من احتمال إتباع سيرة المستنصر بالله وقراراته، فيما إذا جاء إلى الخلافة قرر رجال الدولة من الوزراء وأمراء الجند أن يختاروا شخصاً لا يتمتع بهذه المزايا التي يتمتع بها أخو الخليفة المعروف ((الخفاجي))، لأن الخفاجي شاب فتى في عنفوان الشباب وفتوته وحدة الذكاء وقوته وعمق الشعور بالمسئولية والخفاجي يزيد على أخيه الخليفة المستنصر بالله، في الشهامة والشجاعة، وكان يقول: إن ملكني الله تعالى أمر الأمة لأعبرن بالعساكر نهر جيحون وانتزاع البلاد من يد التتار وأفنيهم قتلاً وأسراً وسبياً، فلم ير الدوادار والشرابي وكانا غائبين على الأمر ولا بقية أرباب الدولة تقليده الخلافة خوفاً منه، ولما يعلمون من استقلاله بالأمر واستبداده بالتدمير دونهم وآثروا أن يليها المستعصم بالله لما يعلمون من لينه وانقياده ليكون الأمر إليهم، فاتفق رأي أرباب الدولة على تقليد المستعصم بالله الخلافة بعد أبيه فتقلدها واستبدوا بالتدبير [3]، وأسندوا الأمر إلى غير أهله.
14 ـ منافسة العلوليين: كان أول صدع صدعت به الدولة العباسية خروج محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية بالمدينة، وكان كثير من أهل خراسان ينتظر قيامه ولولا ما ظهر من شجاعة أبي جعفر المنصور ومضاء عزيمته وأخذه بالاحتياط في مصادرة موارده لزلزلت جوانب الخلافة العباسية، ولكن يقظة المنصور وحزمه قضت على محمد بن عبد الله وعلى أخيه إبراهيم الذي ثار بالبصرة، وكانت نتيجة ذلك أن اشتدت ريبة العباسيين من بني عمهم وضيقوا عليهم وشددوا المراقبة على المعروفين منهم وأرهقوا الجند في استطلاع أخبارهم، فتباعد الأمر واشتدت الجفوة، واشتد تطلع العلويين إلى قلب الدولة العباسية ليخرجوا من حرج الضيق الذي نالهم وساروا كالطائر المحبوس في قفصه يحاول التخلص منه على غير هدى، كما فعل الحسين بن علي الذي ثار بمكة في مدة الهادي سنة 169هـ، فحيل بينه وبين مراده، وقتل بفخ بالقرب من مكة، وأفلت من تلك الموقعة إدريس بن عبد الله

[1] ذيل مرآة الزمان لليونيني صـ254 بغداد مدينة السلام صـ136.
[2] بغداد مدينة السلام صـ136.
[3] بغداد مدينة السلام صـ136.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست