responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 221
في ذلك استعمال طلائعهم العسكرية في التجسّس وربما تكرّر ذلك منهم سنين طويلة ويُعزى ظفرهم في كثير من الحروب إلى عوامل من جملتها اهتمامهم بتسقط انباء الأعداء، فوجدو أن الدولة العباسية حدودها شاغرة وأنظمتها فاسدة وجيوشها خائرة وبالجملة فقد ظهر الفساد في الدولة من قرنها إلى قدمها [1].
5 ـ ضعف عصبية الدولة: قامت الدولة العباسية على فكرة إسلامية شاملة ولم تكن لها عصبية قومية متحدة الأوصال وثيقة العرى وإنما كان الإسلام هو الذي جمع بين القوى القومية المتعددة الأجناس، وكان بنو العباس يسندون أمر وزاراتهم إلى رجل يختارونه من الموالي ويجعلون قيادة جنودهم إلى موالي وإلى عرب ولكنهم كانوا تحت تأثير الظنون والريب التي تحوم حول عقولهم من استبداد الموالي بالسلطان فمتى شموا من وزير أو قائد من الموالي الخراسانيين رائحة من ذلك عاجلوه وانظر مافعله المنصور بقائد الجيوش العباسية أبي مسلم الخراساني وزيره الأول ولأبي مسلم ماله من السابقة وحسن الأثر في إحياء الدولة ولكن ذلك لم ينفعه أمام ريب أبي جعفر وغيرته على ملكه أن يشاركه فيه أحد ولا يمكن أن نبرئ أبا مسلم من قصد تحويل السلطان إلى قومه وليس بنو العباس في نظره إلا واسطة ولما قتل أبو مسلم قام بالثأر له قائد فارسي على دين قومه من الوثنية سنباذ وجمع لذلك جموعاً عظيمة وكاد يزلزل بلاد خراسان لولا أن غولب بالعصبية العربية ـ الممزوجية بالعقيدة الإسلامية ـ فإن أبا جعفر أعدله جمهور بن مرار العجلي وهو من رجال ربيعة فكسر قوته وقام يطلب بثأره أيضاً الرواندية، فقضى عليهم قائد من زعماء ربيعة وهو معن بن زائدة الشيباني والخلاصة أن الدولة العباسية ابتدأت على عصبية يتحد دينها وتختلف عناصرها ولبعض هذه العناصر أغراض لا تتفق مع سيادة الدولة وعظم شأنها ونفوذ خلفائها وحدث صراع بين العصبيات الجزئية على حساب العصبية الكلية التي كان يجمعها الإسلام، وحدث صراع بين عصبية الأجانس والقوميات أضحت بني العباس، بعد فقدان توازن القوى وما ترتب عليه من إختلال في النفوذ، أو المقام الديني حفظ هذه الدولة من الفناء مع هذا الضعف المتوالي، فدخل في عصبية الدولة العباسية الفرس وأصبحوا أصحاب النفوذ ثم الأتراك، ثم البويهيون ثم السلاجقة، كما مرَّ معنا وحاول خلفاء الدولة
العباسية بعد ضعف

[1] خلفاء بني العباس والمغول اسقطوا بغداد صـ568، 569.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست