responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 197
دينار، ونفاس ومرصعات، وجواهر عديدة، قدمها هدية لهولاكو خان الذي لم يعر تلك الأشياء التفاتاً، ووزعها على أتباعه، ثم قال للخليفة: هذه الأموال التي تملكها على سطح الأرض أمرها واضح، وهذه تعد غنيمة، فتكون من نصيب جنودنا، والآن نريد أن تكشف لنا عن الأموال والدفائن، فما هي وأين توجد؟ عندئذ اعترف الخليفة بوجود حوض مملوء بالذهب وسط القصر، فلما حفروا ذلك المكان وجودوه مملوءاً بالذهب الإبريز، وكانت كل قطعة منه تزن مائة مثقال، ثم أمر هولاكو بأن يحصوا حرم الخليفة وحاشيته، فوجدوا سبعمائة من النساء والسرايا وألفاً من الخدم [1]، وعندما وقف الخليفة على تعداد نسائه قال في تضرع: أمنحني تلك النسوة اللائي لم يكن يطلع عليهن ضوء الشمس ولا نور القمر، فأمر هولاكو بأن يختار من بينهن مائة من النسوة ممن هن من اقاربه والمحببات إليه، ثم رجع إلى معسكره ليلاً وفي الصباح كلف قائده ((سونجاق)) بأن يذهب إلى المدينة ليضبط أموال الخليفة ويخرجها، فجمع هذا كل ما كان الخلفاء العباسيون قد ادخروه خلال خمسة قرون [2].
وأخيراً بعد أن سفك هولاكو من الدماء ما سفك، وبعد أن خرب ما خرب، أصدر أمره بالكف عن القتل، وبأن ينصرف كل إلى عمله، يقول ابن كثير: ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والمقابر كأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، ولقد أنكر بعضهم بعضهم بعضاً فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد، فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى [3].
5 ـ مقتل الخليفة المعتصم بالله: عامل هولاكو الخليفة معاملة سيئة للغاية، بحيث أنه حرم عليه الطعام، فلما أحس الخليفة بالجوع طلب طعاماً، فقدم له هولاكو طبقاً مملوءاً بالذهب، وأمره أن يأكل، فقال الخليفة: كيف يمكن أكل الذهب؟ ... فرد عليه هولاكو: إذا كنت تعرف أن الذهب لا يؤكل فلماذا احتفظت به ولم توزعه على جنودك حتى يصونوا لك ملكك الموروث من هجمات هذا الجيش المغير؟ ولم لم تحول تلك الأبواب الحديدية إلى سهام، وتسرع إلى شاطئ نهر جيحون لتحول دون عبوري؟ ... فأجاب الخليفة: هكذا كان تقدير الله [4]. فقال هولاكو: وما سوف يجري عليك أنما هو كذلك تقدير الله. وفي

[1] تاريخ مختصر الدول صـ271، المغول صـ266.
[2] جامع التواريخ صـ300 ـ 302، المغول للصياد صـ266.
[3] المغول للصياد صـ266، البداية والنهاية (13 ـ 203).
[4] المغول صـ267 للصياد.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 197
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست