اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190
[2] ـ اقتلاع جذور الدولة الاسماعيلية: فيى ذي الحجة سنة 653هـ /يناير 1256م، اصدر هولاكو أوامره بتوقف جميع السفن والزوارق، وإقامة جسر على نهر جيحون حيث عبرت قواته النهر متوجهة إلى قلاع الإسماعيلية ونزل في مرعى شبورقان بالقرب من مدينة بلخ وامضى هولاكو الشتاء هناك [1]، ثم وصل هولاكو بعد ذلك على رأس الجيش الرئيسي إلى قلاع الإسماعيلية الحصينة، واستطاع بالحيلة تارة، وبالقوة تارة أخرى أن يستولى عليها الواحدة تلو الأخرى حتى أنتهى من آخر قلاعهم قلعة الموت في أواخر سنة 654هـ/1257م حيث لم يستطع زعيم الإسماعيلية ركن الدين خوارزمشاه، مقاومة هولاكو، فاستسلم له وقبل الأرض أمامه وبذلك تمكن المغول من الاستيلاء على كل قلاع الإسماعيلية التي بلغ عددها نحو المائة، والتي اتخذها هؤلاء الإسماعيليون أوكاراً لهم سنين طويلة، ولم يكتف هولاكو بلاستيلاء على قلاع الإسماعيلية في تلك المناطق بل طلب من ركن الدين خورشاه تسليم جميع قلاع الإسماعيلية في بلاد الشام، فاستجاب له وراسل مندوبين من قبله إلى بلاد الشام ومعهم رسل هولاكو لدعوة الناس هناك إلى التسليم عندما تصل إليهم الرايات المغولية [2]. خامساً: تحرك الجيوش المغولية نحو بغداد: بعد أن قضى هولاكو على طائفة الإسماعيلية، سار لتحقيق هدفه الثاني، الذي رسمه له أخوه منكو خان، وهو الإستيلاء على بغداد، والقضاء على الخلافة العباسية، التي أدركتها الشيخوخة وظهرت عليها مظاهر الضعف والإنهيار، والواقع أن جذور الضعف والتفكك قد امتدت إلى جسم الخلافة العباسية قبل مجئ المغول بمدة طويلة بسبب عوامل كثيرة ذكرنا بعضها في ما مضى وسنذكر البعض الآخر بإذن الله تعالى. لقد تفككت الروابط القوية التي كانت تربط الخلافة العباسية بمختلف الأمصار الإسلامية، حيث نشأت دول عديدة وإمارات مستقلة في قلب الخلافة العباسية وأطرافها وعندما بدأ المغول زحفهم على الممالك الإسلامية في الشرق كان الخليفة العباسية في ذلك الوقت هو المعتصم بالله (640/ 1242م/656هـ/1258م) [3]. [1] جهاد المماليك للغامدي صـ 48، نقلاً عن جامع التواريخ. [2] المصدر نفسه صـ49. [3] جهاد المماليك صـ50.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 190