اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 174
عائق، أو تقف في طريقهم عقبة، فاستطاعوا في يسر وسهولة أن يشنوا حملاتهم على معظم البلاد الإسلامية ([1])،
وينشروا فيها الخراب والدمار، وكان هناك قائد خوارزمي اسمه ((أورخان)) وهو الذي استطاع أن ينقذ حياة جلال الدين عندما هاجمه المغول في آخر مرة قبل أن يفر منهزماً إلى كردستان كان هذا القائد لا يزال على قيد الحياة بعد مقتل جلال الدين، فسار على رأس 4000 جندي من الجنود الخوارزميين وصلوا إلى إربل، ومن هناك أسرع أورخان بمفرده إلى إصفهان حيث لقي حتفه على يد المغول وبعد ذلك تفرقت البقية الباقية من جنود جلال الدين علي جبال كردستان والجزيرة والشام، فقتل بعضهم على يد الأكراد وأعراب البدو واختار الباقون أن يعملوا كجنود مرتزقة في خدمة سلاطين الأيوبيين وسلاجقة الروم وصاروا لفترات طويلة سبباً في إثارة كثير من المتاعب في البلاد التي يعملون فيها [2].
وقسم المغول قواتهم إلى ثلاثة جيوش رئيسية: فتح الجيش الأول ديار بكر، وأرزن الروم وميافارقين وماردين ونصيبين وسنجار، وقد تقدم هذا الجيش حتى بلغ ساحل الفرات، واشتط جنود المغول في القتل والسلب والنهب دون أن يجرؤ أحد من سكان هذه المناطق على مقاومتهم أو حتى مجرد سماع اسمهم وقد استولى الرعب والفزع على قلوب الأهالي إلى الحد الذي يتضح فيما ساقه ابن الأثير من قصص تذكي لهيب الأسى في النفوس وتثير الشجون، تلك القصص التي قد يتوهم القارئ أنها سيقت على سبيل المبالغة لولا أنها جاءت على لسان مؤرخ يعتبر ثقة [3] فيما رواه، يقول: ولقد حكى عنهم حكايات يكاد سماعها يكذب بها من الخوف الذي ألقاه الله سبحانه وتعالى في قلوب الناس حتى قيل إن الرجل منهم كان يدخل القرية أو الدرب وبه جمع كثير من الناس فلا يزال يقتلهم واحداً بعد واحد ولا يتجاسر أحداً أن يمد يده إلى ذلك الفارس [4].
وأما الجيش الثاني فقد قصد مدينة ((بدليس)) وبعد أن أحرقها استولى على بعض القلاع المحيطة بخلاط وغيرها.
وسار الجيش الثالث إلى منطقة أذربيجان، وشرع يفتح مدنها الواحدة تلو الأخرى، وأخيراً صمم عل احتلال حاضرتها تبريز، فسلمت دون مقاومة في أوائل سنة [1] المغول للصياد صـ179 .. [2] المغول للصياد صـ 179. [3] المصدر نفسه صـ179. [4] المصدر نفسه صـ180.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 174