responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 150
وأصقاع مدنه وتوابعها، كما لم يحظ الاحترام في بلاد الغور، ولا في بلاد أفغانستان، وكان مكروهاً مبغوضاً في ما وراء النهر، فلم ينسوا مجزرة أهالي سمرقند، التي بلغ عدد المذبوحين قرابة مائتي ألف إنسان، كما لم يتعاون السكان بجميع فئاتهم وطبقاتهم مع السلطان الخوارزمي ولا حتى مد يد الغوث له، أثناء هروبه ومطاردة المغول له، وشق ((جبه نويان، وسوبتاي بهاري)) مملكة الشاه الخوارزمي من شرقها إلى غربها يطاردون سلطانها، ولم يحظ بعون أحد، لا من جنده، ورجال عسكره، وحماياتهم في المدن التي مر بها، ولا من إدارات حكومته ومواطني هاتيك المدن وأقاليمها، كانوا ينظرون إليه ويدلون المغول على الطريق الذي سلكها، والسبل التي سار إليها محاولة منهم بمساعدة المغول لاصطياده، فشعبه لم يكن راضياً عنه، وعلماء دولته يكنون له كرهاً عميقاً، وعلى اختلاف مذاهبهم شافعية أم أحناف كان يسجنهم ثم يقتلهم ثم يلقي بهم في ماء جيحون، وعلى رأسهم برهان الدين محمد أحمد المعروف بـ ((صدر جيهان)) وأبو سعيد مجد الدين البغدادي وجلال الدين، إمام سمرقند، وابنه شهاب الدين، وأخيه أوحد الدين، وأما الحكام القراخانيون، فقد صفاهم واحداً واحداً، بالتعاون مع أمه نفوا بعضهم إلى مدن موبوءة، بقوا فيها حتى ماتوا، وآخرون زجوا بهم في السجون ثم قتلوهم، والقوا بجثثهم في ملء جيحون، مثل السلطان عثمان الذي ذبح كما تذبح الشاه، وتاج الدين بلكا خان، الذي قتله جلاد الشاه جيهان بهلوان، فحز رأسه دونما ذنب اقترفه، وهكذا فعل مع بقية الأمراء، والحكام وعلية القوم في مملكته، وكان الشعب لا يكن حباً له، بل كرهاً عميقاً قد تأصل في نفوسهم، لظلمه
وجبروته وتعسف جنده بهم في شتى مناطق البلاد التي أخضعها بالحديد والنار بجنده الأتراك: لقد كانت الرحمة والشفقة بعيدتين كل البعد عنهم، وكانت تصرفاتهم الرعناء، وجلافتهم الهمجية وعنفهم وأرواحهم الشريرة هي التي تسببت في سقوط أسرة السلطان [1]، وأما جلال الدين بن السلطان علاء الدين، فقد كان هو الآخر مبغوضاً، مكروهاً، لأنه أحاط نفسه بجند شبه مرتزقة، فلم يتعاون الحكام المسلمون غرب إيران مثل السلاجقة والأيوبيين، وحاكم بغداد العباسي، مع جلال الدين لغلوه في التكبر والغطرسة، ومحاولة فرض نفوذه، وتكوين مملكة له في المنطقة بالقوة، وعلى حساب الشعوب والملوك الآخرين [2].

[1] أوضاع الدول الإسلامية للغامدي صـ275، الفتوحات الإسلامية لبلاد الهند والسند د. حذيفة الغامدي صـ558.
[2] الفتوحات الإسلامية لبلاد الهند والسند صـ559.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست