responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
لقب ((سلطان)) ويعتبر عثمان هذا المؤسس الحقيقي للدولة العثمانية.
5 ـ احتلال إقليم غزنة: لما بلغ جنكيز خان أن جلال الدين منكوبرتي وصل إقليم غزنة في جيش كبير، أسرع في المسير إلى هذا الإقليم، وحاصر في طريقه قلعة باميان الحصينة ببعض جيشه الذي كان قوامه ستين ألف مقاتل على حين أرسل معظمه للقاء جلال الدين، وما لبثت قواته أن اقتحمت هذه القلعة، ودخلت المدينة، وهدمت ما بها من جوامع وقصور وأزالت معالم الحياة فيها [1]، ولما أتم جنكيز خان إحراز ذلك النصر الحاسم على مدينة باميان جاءته، الأنباء بأن جلال الدين تمكن من دحر جيش المغول في السهول القريبة من مدينة بيروان بالقرب من مدينة غزنة، فسار جنكيز خان بمن معه لملاقاته، وكان جنكيز خان قد أرسل في وقت سابق بعض قواته لترابط بالقرب من مدينة كابل وعهد إليها مراقبة تحركات جلال الدين، وتقديم أية مساعدة تحتاج إليها طليعة جيشه التي كانت تحاصر قلعة ((قندهار))، فلما حلت بتلك الطليعة الهزيمة على أيدي جلال الدين منكبرتي، اتجهت هذه القوات المغولية نحو بيروان القريبة من غزنة، ونشب القتال بينها وبين الجيش الإسلامي في السهول المحيطة بهذه المدينة [2]، ووصل جلال الدين بعد نتصاره في قندهار إلى مدينة غزنة وأخذ يجمع حوله الجيوش استعداداً للقاء المغول، فوافاه للخدمة سيف الدين بقراق الخليجي، وأعظم ملك صاحب بلخ، والأميران: مظفر ملك والحسن قزلق في زهاء ثلاثين ألف فارس، ومعه من عسكره وعسكر أمين ملك مثلها، وهكذا تيسر لجلال الدين أن يجمع جيشاً قوامه ستون ألف مقاتل، ثم سار لملاقاة الجيش المغولي الذي يقوده تولوي بن جنكيز خان، واستمر القتال يوماً، ثم افترق الجيشان عند الليل ليستأنفا القتال في الغداة، ورغم حيل المغول لإرهاب الجيش الإسلامي فقد كان لشجاعة جلال الدين أثرها في هزيمة المغول وفرارهم أمام فرسان الخوارزميين ([3]
وقد وصف النسوي انتصار الخوارزميين على المغول وصفاً أقل ما يقال عنه أنه يعبر تعبيراً صادقاً عن نفسية الخوارزميين في ذلك الوقت، فقد جاء في وصف هذا الانتصار ما يلي: فلما اشتبك الجمعان حمل جلال الدين بنفسه على قلب تولي خان، فبدد نظامه، ونثر تحت قوائم الخيل أعلامه وألجأه إلى الانهزام، وإسلام المقام، وتحكمت فيهم سيوف الانتقام، وركب جلال الدين أكتاف المغول يفصل بالأسياف مجامع الأكتاف، وكيف لا وقد فجعوه

[1] عودة الروح صـ221.
[2] الكامل (9/ 343) عودة الروح صـ221.
[3] عودة الروح صـ222 ..
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست