responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
فكانت لا ضابط لها، وخاصة بعد أن فر جلال الدين منكبرتي وأخواه، كما كانت أكثرية هذه الجيوش من قبيلة كانكالي التركية وهي لا تعدو من الجيوش المرتزقة التي لا يهمها في كثير أو قليل أن تدافع عن الأراضي الخوارزمية، وصل القوات الثلاثة إلى المدينة وطلبوا من أهلها التسليم ووعدوهم حسن المعاملة وأعلنوهم جوجي أن أباه أعطاه إقليم خوارزم ليحكمه وأنه حريص على أن يبقي حاضرة هذا الإقليم من التخريب، كما أخبرهم أنه حذر جنوده إلا يمسوا هذا الإقليم بأذى [1]. هذا إلى أن السلطان المتوفى علاء الدين خوارزمشاه كان قد أرسل إلى أهالى هذه المدينة على إثر تقهقره وفراره ينصحهم بالتسليم وعدم المقاومة، صوناً لأرواحهم، وقد جاء في رسالته لهم ما يأتي: إن لأهل خوارزم علينا وعلى سلفنا من الحقوق المتلاحقة والسوالف الحاضرة والسابقة ما يجب علينا النصح لهم، والإشفاق عليهم، وهذا العدو عدو غالب، فعليكم بالمسالمة والطريق الأرفق ودفع الشر بالوجه الأوفق [2].
ورغم تحذير جوجي ونصح السلطان الخوارزمي انقسم السكان إلى معسكرين: فريق منهما يؤمن بضرورة التسليم وفريق آخر يرى ضرورة المقاومة والدفاع عن وطنهم، وقد انتصر أنصار الرأي الثاني ووقفت المدينة موقف الدفاع، واستعد السكان للمقاومة، ولما أدرك المغول عزم الخوارزميين على المقاومة استعدوا بدورهم للقتال فنصبوا حول المدينة آلات الحرب من مجانيق ومتاريس وغيرها، ولما كانت الأراضي المحيطة بالمدينة فقيرة من الأحجار التي يحتاج إليها المغول في أعمال الحصار التي يقذفونها على المدن المحاصرة بواسطة المجانيق فقد اقتلعوا عدداً كبيراً من أشجار التوت وقطعوا سيقانها قطعاً مستديرة تركوها فترة من الزمن في الماء حتى ازدادت قوة، واستطاعوا بعد ذلك أن يستعملوها في مجانيقهم لتحطيم أسوار المدينة [3]، وبينما كانت استعدادات المغول قائمة على قدم وساق، وصل كثير من أسرى البلاد الخاضعة الذين استغلهم المغول في حفر الخنادق حول المدينة الذين أنجزوا هذا العمل في غضون عشرة أيام [4].
جـ ـ هجوم على المدينة واحتلالها: ولما اطمأن المغول إلى استعداداتهم الحربية قام ثلاثة آلاف منهم بهجوم كان النصر فيه حليف الخوارزميين فظنوا أن انتصارهم أصبح من

[1] المصدر نفسه صـ164.
[2] سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي صـ93.
[3] سيرة السلطان جلال الدين منكبتي صـ93.
[4] الدولة الخوارزمية صـ165.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست