responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 110
الأمير الخوارزمي على حكام جميع البلاد التي استولى عليها في توسعه شرقاً وغرباً، قوي عزمهم على الزحف على هذه الأقطار، وبسط سيطرتهم عليها، يقول ابن الأثير: فإن هؤلاء التتار إنما استقام لهم هذا الأمر لعدم المانع، وسبب عدمه أن خوارزمشاه محمداً كان قد استولى على البلاد وقتل ملوكها أفناهم، وبقي هو وحده سلطان البلاد جميعها، فلما انهزم منهم لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من يحميها، ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ([1]
وهناك من يرجع سبب الغزو المغولي إلى تحريض الخليفة العباسي الناصر لدين الله جنكيز خان على غزو الدولة الخوارزمية، وقد جاء اتهام الناصر بذلك في ابن الأثير، حيث قال: وكان سبب ما ينسبه العجم إليه صحيحاً من أنه هو الذي أطمع التتار في البلاد، وراسلهم في ذلك، فهو الطامة الكبرى التي يصغر عندها كل ذنب عظيم [2]. وقد تابع ابن الأثير في هذا الاتهام فريق من المؤرخين الأقدمين كابن الوردي وابن الفرات [3]، كما جاء الاتهام في كتب بعض المستشرقين، ومن هؤلاء براون، فقد أورد هذا الاتهام في معرض حديثه على الناصر وعلاقته بخوارزمشاه بقوله: وأخذ يشجع المغول على مهاجمته [4]، ومن بينهم هارولد لام وكارتن فقد ذكرا أن الخليفة عرض على جنكيز خان في رسالته أن يقوم هو بمهاجمة الدولة الخوارزمية من الشرق، ويتولى الناصر مهمة مهاجمتها من الغرب، وبذلك يطبقان عليها [5]. إن من يتأمل ما ذكره ابن الأثير يتضح له كراهيته للخليفة الناصر، لذا وصمه بهذا الاتهام تشهيراً به، ولما أحس الأمر قد ينكشف وتتضح براءة الناصر، نسب روايته إلى مصدر مطعون في صدقه، وهو العجم أي الخوارزميين، ومما يجدر ذكره أن هناك مؤرخين غير ابن الأثير عاصروا هذه الفترة، ولم يشيروا إلى اتصال الناصر بالمغول، من أمثال النسوي، وسبط ابن الجوزي، وابن شداد، وأبي شامة، ويليهم ابن واصل، واليونيني، وابن طباطبا، ولا نغفل أن المؤرخين الصينيين الذين رافقوا حملة جنكيز خان وأولاده وأرخوا لهم تاريخهم، لم تكن مدوناتهم مجهولة للمؤرخين المسلمين الذين خدموا المغول فيما بعد ([6]
ولذلك فإنا نرجح عدم صحة اتهام الناصر بتحريض المغول على غزو الدولة الخوارزمية، أو تسببه بأية صورة في وقوع ذلك

[1] الكامل (12 ـ 149)، عودة الروح للخلافة صـ189 ..
[2] عودة الروح للخلافة صـ189، الدولة الخوارزمية صـ40.
[3] الإعلام للزركلي (1 ـ 6)، عودة الروح للخلافة صـ190.
[4] عودة الروح للخلافة صـ190.
[5] هارولد لام جنكيز خان صـ90، 91، عودة الروح صـ190.
[6] الحياة السياسية في العراق في العصر الأخير للقزاز صـ231 ..
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست