responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 107
الذي أغضب الخان، وحمله على مصادرة بضاعة أحمد وتوزيعها بين أفراد حاشيته وزج هذا التاجر في السجن، أما صاحباه، فقالا: عندما سئلا عما يطلبانه ثمناً لبضاعتهما: هذا كله إنما أتينا به لنقدمه خدمة للخان، لا لنبيعه عليه [1]، ولم تجد محاولة حملهما على تقييمه عندئذ أمر جنكيز خان بإعطائهما ثمناً مجزياً من الذهب والفضة، عن بضاعتهما، ورق للتاجر أحمد فعامله بالمثل ([2]
وعفا عنه وأصدر جنكيز خان عقب أوامره إلى الأولاد والخواتين والأمراء أن ينفذوا معهم جماعة من أصحابهم ومعهم بواليش الذهب والفضة، ليجلبوا من طرائف البلاد ونفائسها ما يصلح لهم، وقد اختلف المؤرخون في عدد هؤلاء التجار، وبينما ذكر النسوي أنهم أربعة، قال ابن العبري أنهم مائة وخمسون تاجراً ما بين مسلم ونصراني وتركي [3]، وقدرهم الجويني بأربعمائة وخمسين رجلاً كلهم من المسلمين [4]. بينما لم يشر ابن الأثير ولا ابن خلدون إلى أي عدد لهم [5]، ومهما يكن أمر عددهم فإن جنكيز خان بعث معهم رسولاً مغولياً من قبله يحمل رسالة إلى السلطان محمد خوارزمشاه يقول فيها: إن التجار وصلوا إلينا وقد أعدناهم إلى مأمنهم سالمين غانمين [6]، وقد سيرنا معهم جماعة من غلماننا ليحصلوا من طرائف تلك الأطراف، فينبغي أن يعودوا إلينا آمنين ليتأكد الوفاق بين الجانبين، وتنحسم مواد النفاق من ذات البين [7].
5 ـ قتل التجار المغول ومصادرة أموالهم: وصل تجار المغول إلى مدينة أترار الواقعة في أقصى الحدود الشرقية للدولة الخوارزمية، وكان تعد مفتاح التجارة بين شرق آسيا وغربها، وكان بها حاكم من قبل خوارزمشاه يدعى ينال خان، وهو ابن خال خوارزمشاه، في عشرين ألف فارس، يقول النسوي فشرهت نفسه الدنيئة إلى أموال أولئك، وكاتب السلطان مكاتبة خائن مائن، يقول إن هؤلاء القوم قد جاءوا إلى أترار في زي التجار وليسوا بتجار، بل أصحاب أخبار، يكشفون منها ما ليس بوظائفهم [8]، وأخذ يحسن له القضاء عليهم، ويغريه بما معهم من أموال، ويطلب، إذنه في مصادرتهم وقتلهم، ولم يزال كذلك حتى

[1] تاريخ مختصر الدول ابن العبري صـ400.
[2] تاريخ مختصر الدول صـ400، عودة الروح للخلافة صـ184 ..
[3] عودة الروح للخلافة صـ184.
[4] المصدر نفسه صـ184.
[5] المصدر نفسه صـ184.
[6] الدولة الخوارزمية صـ70.
[7] تاريخ مختصر الدول صـ400 ـ 401، عودة الروح للخلافة صـ185.
[8] سيرة السلطان جلال الدين صـ 85 ـ 86، تاريخ الخلفاء صـ169.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست