اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 105
[1] ـ الجدب الذي كان يسود أقاليم آسيا الشرقية، حيث كانت حاضرة جنكيز خان ((قراقورم)) وما ترتب عليه من قحط نشأت عنه حاجتهم الدائمة إلى الكثير من المواد الغذائية اللازمة لحياتهم وحياة دوابهم، كما كانوا في حاجة ماسة إلى اقتناء ما يقيهم عاديات الطبيعة من ملبوسات وغيرها، وكان لقيام علاء الدين محمد خوارزمشاه بمنع الميرة عنهم من الكسوات والأقوات وغيرها، وسده طرق التجارة في وجوههم، أثره في توجيه أنظارهم إلى الدولة الخوارزمية [1]. 2 ـ حالة اليقظة والنشاط المغولي: كان المغول في هذه الفترة في حالة يقظة ونشاط، يعيشون أمجاد انتصاراتهم السابقة في الصين وغيرها، وبسبب ذلك، وضعوا لأنفسهم خطة للسيطرة على المناطق المجاورة لهم، وقد سمعوا عن سعة الدولة الخوارزمية التي غدت أملاكها مجاورة لهم، وعن ثراءها الضخم وحضارتها الرائعة يطلعوا إليها [2].
3 ـ مقتل بعض تجار المغول: وأما السبب المباشر والرئيسي، فإنه مقتل بعض رجال المغول الذي أشعل الحرب: كان جنكيز خان قد أرسل إلى علاء الدين محمد خوارزمشاه عند عودته إلى مدينة بخارى، بعد محاولته الفاشلة لغزو بغداد سنة 615هـ/1218م وفداً من ثلاث تجار مسلمين هم: محمود الخوارزمي، على خواجة البخاري، يوسف كنكا الأتراري، محملين بالهدايا من منتجات آسيا الوسطى رغبة في قيام علاقات تجارية وطيدة تخدم الطرفين [3]. وأرسل مع الوفد رسالة وصفها بعض المؤرخين بأنها رقيقة من مغولي ذلك الوقت، يعرض فيها المسالمة والموادعة وعقد اتفاق تجاري بين البلدين، وفيما يلي نص الرسالة: ((ليس يخفى علينا عظيم شأنك، وما بلغت من سلطانك، وقد علمت بسطة ملكك، وإنفاذ حكمك في أكثر أقاليم الأرض، وأنا أرى مسالمتك من جملة الواجبات، وأنت عندي مثل أعز أولادي وغير خافٍ عليك أيضاً أنني ملكت الصين وما يليها من بلاد الترك، وقد أذعنت لي قبائلهم، وأنت أخبر الناس بأن بلادي مثارات العساكر، ومعادن الفضة، وأن فيها الغنية عن طلب غيرها، فإن رأيت أن تفتح للتجار في الجهتين سبيل التردد، عمت المنافع وشملت الفوائد [4].)) وبغض النظر عن الجدل الذي ثار حول هذه الرسالة بين بعض الكتاب، وهل [1] الكامل لابن الأثير (12 ـ 149)، عودة الروح للخلافة صـ180. [2] الدولة الخوارزمية حافظ حمدي صـ67، عودة الروح للخلافة صـ180. [3] عودة الروح للخلافة الإسلامية صـ181. [4] سيرة السلطان جلال الدين صـ83.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 105