اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 102
قواد سنجر، ووقع هو مع زوجته في الأسر ([1])،
وقد أدى ضعف السلاجقة في إيران إبان الفترة الأخيرة من حكم سنجر إلى اختلال التوازن العسكري والسياسي في آسيا الوسطى ففي الشرق تفاقم خطر القراخطاي في تركستان وبلاد ما ورء النهر، وفي الجنوب إزدادت سطوة قبائل الغز وبخاصة في كرمان ومكران، وفي الشمال ظهرت أطماع الخوارزميين في الاستيلاء على إقليم خراسان بثرواته الطبيعية، وعلى هذا لم تتوقف وفاة السلطان الخوارزمي آتسز في التاسع مع جمادي الآخرة سنة 551هـ/1156م [2]، أو وفاة السلطان السلجوقي سنجر بعده في الرابع عشر من ربيع الأول سنه 552هـ/1157م [3]، حتمية الصراع بين الطرفين، فقد شرع أيل أرسلان بن اتسز 551 هـ ـ 568هـ في بسط سلطانه على غربي خراسان عقب وفاة سنجر وبعد ذلك تمكن السلطان الخوارزمي علاء الدين تكش بن ايل أرسلان (568هـ، 596هـ) من هزيمة السلطان السلجوقي طغرل الثالث عند مدينة الري في شهر ربيع الأول سنه 590 هـ 1193م، فأزال بذلك سلطان السلاجقة عن العراق [4]، فأصبحت أملاك الدولة الخوارزمية متاخمة لأرضي الخلافة العباسية [5].
ثانياً: الصدام بين الخوارزميين والخلافة العباسية: ولم يؤدي هذا التجاور المكاني إلى نتيجة حاسمة ترضي الطرفين فالخليفة العباسي الناصر لدين (575 ـ 622هـ) والذي حرّض الخوارزميين في محاربة السلاجقة أملاً في أن يخلصوه من سيطرتهم قد أدرك بجلاء أنه استبدل خصماً هرماً بآخر فتى عنيد، فهؤلاء الخوارزميين القادمون من الشرق لن يكتفوا باحتلال أملاك السلاجقة فحسب وإنما لتمتد أطماعهم إلى نيل ما كان لهؤلاء السلاجقة من مظاهر السيادة على بغداد نفسها والتي تمثلت في فرض اسمهم على الخطة والسكة ودار خاصة للسلطان الخوارزمي تطاول دار الخلافة العباسية وتعلوا عليها [6].
ولم يتغير وفاة السلطان الخوارزمي علاء الدين تكش في التاسع عشر من رمضان سنة 596هـ/ 1200م شيئاً من الناحية السياسية، إذ لما تولى ابنه علاء الدين محمد مكانه"596هـ ـ 617هـ" [1] سلاجقة إيران والعراق، عبد المنعم حسنين صـ131 .. [2] السلاجقة في التاريخ والحضارة، أحمد حلمي صـ118. [3] العبر للذهبي (4/ 148) [4] الأتراك الخوارزميون صـ21. [5] المصدر نفسه صـ21. [6] المصدر نفسه صـ21.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 102